باتت المخيمات، التي تُستخدم عادة للعطلات في الطبيعة، ملاذاً للكثير من السكان في الدنمارك، بسبب عجزهم عن سداد فواتير الطاقة وإيجار منازلهم، بسبب خسارة وظائفهم الناتجة عن التضخم أو عجز رواتبهم الشهرية عن سداد التزاماتهم المعيشية.
إذ يعاني الدنماركيون، مع اقتراب وداع العام الحالي، في أعقاب أزمة الطاقة وارتفاع معدلات التضخم خلال الأشهر الأخيرة، من انخفاض الأجور، مع زيادة في أسعار السلع الغذائية وغيرها من المواد الاستهلاكية الضرورية، هذا إلى جانب فواتير الكهرباء والتدفئة التي حلّقت عالياً.
جون بيترسن، مواطن دنماركي انتقل للعيش في هذا المنزل المؤقت قبل عدة أسابيع، يعيش حياةً بسيطة بعيداً عن التزامات فواتير الطاقة والإيجار التي عجز عن سدادها، بعد خسارته وظيفته نتيجة التضخم الذي ضرب البلاد خلال الأشهر الماضية، وفق ما ذكره موقع "سكاي نيوز".
يقول جون بيترسن إن أسعار الطاقة هي السبب الرئيسي في عدم قدرتي على البقاء في منزلي، وكما ذكرت فقط كنت أدفع حوالي 4 آلاف كرون للبيت، وفجأة وصلت تكاليف الطاقة إلى أكثر من 4 آلاف كرون".
يضيف المواطن الدنماركي "أدفع ضعف ما كنت أدفعه في السابق، ولم أقدر على التعايش مع هذه الارتفاعات، ولذلك أيقنت أنني مضطر لإيجاد بدائل أخرى، خصوصاً في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الطاقة".
كما يوضح جون بيترسن "أعتقد أن السياسيين غابوا عن المشهد بشكل كامل في هذه القضية، فنحن مررنا بأزمة كورونا، التي استخدمت فيها الدولة أموالاً كبيرة، ولكن في هذه المرحلة لا ألاحظ دعماً واضحاً من قِبل السياسيين".
شركات تزويد الطاقة في الدنمارك أعلنت أنها تلقت أكثر من 30 ألف اتصال من مواطنين عاجزين عن سداد فواتيرهم، خلال شهر أغسطس/آب الماضي فقط.
الحكومة الدنماركية ضمن خطة مساعدة، قدّمت أكثر من مليارين و400 ألف كرونا، لدعم تسديد فواتير الطاقة لـ400 ألف مواطن، غير أن هذا الدعم لم يساعد جون في البقاء بمنزله.
هذا المخيم الذي يسكنه نحو 100 شخص جنوب العاصمة الدنماركية ارتفعت أعداد اللاجئين إليه بشكل كبير، حسب القائمين عليه.
تقول مديرة مخيم عربات متنقلة، سوزانا بيسكور فانو "أتلقى العديد من الاتصالات، أحياناً تصل إلى 15 اتصالاً يومياً، يسألون عن مكان سكن في المخيم، بسبب عدم قدرتهم على سداد نفقات المعيشة، معظم الذين يعيشون هنا لديهم وظائف، لكن لا يجنون أموالاً كافية لسداد فواتيرهم".
من جهة أخرى، ازدادت أخيراً أعداد الأسر الدنماركية العاجزة عن مسايرة ارتفاع الأسعار وكلفة أعياد الميلاد، بما في ذلك هدايا الصغار وعشاء الميلاد، كما تعودت طيلة السنوات الماضية.
وفقاً لأرقام رسمية من منظمة الإغاثة "مودراهييلبن" (مساعدة الأمهات)، فإنه مع إغلاق موعد طلب المساعدة أمس الإثنين، ارتفع عدد طالبي "مساعدة عيد الميلاد" للعام الحالي بنحو 40% مقارنة بالعام السابق.
يعزو القائمون على مساعدة الفقراء في هذه المنظمة الخيرية المهتمة بإعانة الأمهات وأطفالهن للتغلب على المصاعب المالية، تلك الزيادة (21 ألف طلب)، إلى ارتفاع الأسعار.
فيما تقدم المنظمة إعانة مالية قدرها 550 كرونة عن كل طفل تحت الثامنة عشرة يعيش في منزل أسرته، وهو مبلغ لمرة واحدة ومرتبط بقضاء الأسرة أعياد الميلاد بشكل جماعي.
كما تفيد أرقام منظمات أخرى مهتمة بمساعدة الناس لقضاء أعياد الميلاد بارتفاع ملحوظ في طلبات المعونة.
من بين تلك المنظمات يبرز الصليب الأحمر الدنماركي، الذي أفاد بتلقيه طلبات مساعدة من نحو 20 ألف شخص، للأسباب نفسها، بينما تحدث "الصليب الأزرق"، وهو مؤسسة معنية بإعانة الفقراء، عن "أرقام قياسية".