تستضيف الولايات المتحدة، الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، قمة تضم العشرات من القادة الأفارقة، تهدف إلى استعادة النفوذ في القارة، وخصوصاً في مواجهة المنافسة الصينية.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حذر القادة الأفارقة خلال اجتماع في مستهل القمة، من أن نفوذ الصين وروسيا "يمكن أن يكون مزعزعاً للاستقرار"، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تحركات واشنطن نحو إفريقيا
وفي مسعاها لاستمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، تعهدت الولايات المتحدة "تخصيص 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى ثلاث سنوات" بحسب البيت الأبيض، وقال المستشار الرئاسي جايك سوليفان للصحفيين، الإثنين، إن هذه الأموال التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة التي تستمر ثلاثة أيام برعاية الرئيس جو بايدن ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.
فيما أعلنت إدارة بايدن منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في إفريقيا، لاستخلاص العبر من أزمة وباء كوفيد-19.
وتطرقت القمة في يومها الأول أيضاً إلى مسألة استكشاف الفضاء مع توقيع نيجيريا ورواندا اتفاقيات أرتميس بدفع من الولايات المتحدة. وهما أول دولتين إفريقيتين تُقدمان على مثل هذه الخطوة.
ويشارك حوالي 50 من القادة والرؤساء الأفارقة، بعضهم يواجه انتقادات شديدة في مجال احترام حقوق الإنسان، في هذه القمة الثانية من نوعها، بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في 2014 في ظل رئاسة باراك أوباما.
وسيتحدث الرئيس بايدن الذي لم يزر بعد دول إفريقيا جنوب الصحراء منذ بدء ولايته، الأربعاء والخميس أمام القمة، كما سيدعو إلى تعزيز دور إفريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، وإلى تمثيل الاتحاد الإفريقي رسمياً في قمة مجموعة العشرين.
شراكة مع القارة السمراء
وخلال منتدى نُظم على هامش القمة للجالية الإفريقية في الولايات المتحدة، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تتلخص بكلمة واحدة هي "شراكة"، وأضاف خلال هذا المنتدى الذي أُقيم في متحف إفريقيا في العاصمة الأمريكية، أن كل هذا "إدراكاً منا أننا لا نستطيع حل أولوياتنا المشتركة بمفردنا".
وكُشف عن استراتيجية "إفريقيا" الجديدة الصيف الماضي، مع الإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأمريكية في دول إفريقيا جنوب الصحراء، لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك.
والصين هي أول دائن عالمي للدول الفقيرة والنامية، وتستثمر مبالغ طائلة في القارة الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.
ملفات عديدة على طاولة المحادثات
إلى جانب الاستثمارات، سيكون تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا، أو حتى العلاقات التجارية والحوكمة، وكذلك دور المجتمع المدني، محور اللقاء.
وتتوقع الدبلوماسية الأمريكية أيضاً "مناقشة قوية" حول قانون يعود لسنة ألفين ويتعلق بالنمو في إفريقيا، ويربط إزالة الرسوم الجمركية بالتقدم الديمقراطي، والذي ينتهي عام 2025، كما ستشكل القمة أيضاً مناسبة، على الهامش، لبحث سلسلة نزاعات من إثيوبيا وصولاً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويُفترض أن تكون مسألة الأمن في إفريقيا محور جلسة عمل بعد ظهر الثلاثاء بحضور بلينكن، وسيلتقي هذا الأخير خصوصاً الثلاثاء الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، الذي يواجه تمرد حركة "مارس 23″، التي استولت في الأشهر الماضية على مناطق شاسعة في شرق البلاد.
وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم هذه الحركة المتمردة، وهو ما تنفيه كيغالي. سيحضر أيضاً الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى واشنطن.
وستكون إثيوبيا أيضاً على جدول الأعمال، بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بعد أكثر من شهر على توقيع اتفاق سلام مع متمردي تيغراي، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، بهدف إنهاء نزاع مدمر استمر سنتين.
وصباح الثلاثاء التقى مسؤولون أمريكيون الرئيسَ الصومالي حسن شيخ محمود، مشيدين بجهوده في مكافحة حركة الشباب المتطرفة، وأكد أوستن أن الولايات المتحدة "ترحب بالعمل إلى جانب القوات الصومالية الشجاعة، وتواصل دعم جهود حكومتكم".