قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته، الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن وجبة من السمك الكركند وكافيار أوسيترا الأمريكي قدمها الرئيس جو بايدن للرئيس الفرنسي ماكرون في البيت الأبيض، ومعه 200 ضيف آخر، تسببت في أزمة قانونية.
إذ إن الكركند هو أصل المشكلة، حيث تنظر المحكمة في حكم لمنع الصيادين في ولاية ماين من صيد الكركند بأقفاص الطعوم التي تضر بحيتان شمال الأطلسي الصائبة. ولا يوجد الآن إلا 340 حوتاً من هذه الحيتان، حوالي 100 أنثى منها فقط خصبة، ما يجعل هذا النوع من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض على هذا الكوكب.
احتفال بوجبة الكركند
من جانبها، احتفلت جمعية Maine Lobster Marketing Collaborative بالاختيار، قائلة إنها "فخورة" بأن الضيوف "استمتعوا بمذاق كركند ماين اللذيذ". وردت المنظمة الدولية Oceana بالقول إن "الكركند في قائمة طعامهم لا يمكن اعتباره مستداماً بأي حال".
لكن الخلاف بين صناعة الكركند في ولاية ماين، التي تبلغ تكلفتها مليار دولار، والتي توظف أكثر من 10 آلاف صياد، والبيت الأبيض، وإجراءات الحماية الجديدة الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، له جذور عميقة.
في المقابل، فقد انخفض عدد الحيتان الصائبة عن 500 حوت قبل عقد من الزمان، فيما ازدهرت صناعة الكركند في ولاية ماين. ويُرجع البعض سبب المشكلة إلى الحبال العمودية المتصلة بالعوامات. وأرجعها آخرون إلى اصطدام السفن والشباك الخيشومية.
حماية دولية للحيتان
كان الحوت الصائب من أوائل أنواع الحيتان التي حظيت بالحماية في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن سلطات الحياة البرية الأمريكية تحذر الآن من أنه قد يختفي خلال 40 عاماً. ومؤخراً، في سبتمبر/أيلول 2022، شوهد حوت صائب يدعى Snow Cone عالقاً في معدات صيد جديدة وفي "حالة مزرية".
من جانبه، يقول مايكل مور من معهد وودز هول لعلوم المحيطات ومؤلف كتاب We Are All Whalers: "الحيتان أعدادها قليلة جداً ومعدات الصيد كثيرة جداً في المياه. ونحن لا ننجح في تفادي التشابك القاتل أو التشابك الذي يدمر صحتها. فكي تتكاثر الحيتان وتزدهر أعدادها، لا بد أن تكون سمينة وبصحة جيدة".
في حين أن المشكلة تتفاقم، حيث حكمت محكمة فيدرالية أمريكية بتمديد لمدة عامين قبل أن تدخل لوائح مكافحة التشابك الجديدة حيز التنفيذ. وفي الوقت نفسه، أزالت سلسلة Whole Foods الكركند من متاجرها، بعد أن أضافت شركة Seafood Watch ومقرها كاليفورنيا مصايد الكركند الأمريكية والكندية إلى "القائمة الحمراء".
وضع خطير لمصير الحيتان
في حين دخل تعليق مجلس الإشراف البحري للمصادقة الممنوحة لصناعة الكركند في ولاية ماين حيز التنفيذ. ووصف المجلس تشابك الحيتان في المصايد بأنه "وضع خطير ومأساوي".
يقول فيليب هور، مؤلف كتاب Leviathan: "هذه الحيتان أكثر عرضة للإصابة من أي حيتان أخرى، ومن المحزن أن يحدث هذا بالقرب من شواطئ أغنى دولة ديمقراطية على وجه الأرض".
أضاف: "وهي تتمتع بمرونة مدهشة، وتثني جسدها وتلتف لكن ذيلها يعلق في شباك صيد الكركند، مما يؤدي إلى جرحها. وهذا موت بطيء رهيب".
ووفقاً لمور، فالمشكلة تعود إلى "النزعة الاستهلاكية. ففي وقت من الأوقات، كانت الحيتان تُلاحق لأجل زيتها؛ والآن تتضرر من طلبنا على البضائع. وكل هذا سببه تغير المناخ والتأثير المباشر للأشياء التي نفعلها لاستخراج الموارد والأشياء التي نريدها".