قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن بلاده قد تفكر في تعديل العقيدة العسكرية من أجل إتاحة تنفيذ ضربة "استباقية" لنزع سلاح العدو.
وكان بوتين يردّ على سؤال طرحه عليه صحفي خلال زيارة له إلى بشكيك، وطلب منه توضيح تصريح أدلى به في وقت سابق هذا الأسبوع، بشأن استخدام أسلحة نوويّة.
"الضربة الاستباقية"
كما أضاف بوتين أن موسكو تدرس تبنّي ما سمّاه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقيّة، مضيفاً: "أولاً، طوّرت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائيّة. وثانياً هي تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح (العدو)"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك اعتبر أنه ربما ينبغي لموسكو التفكير في تبني "الأفكار التي طوّرها الأمريكيون لضمان أمنهم"، لكنه قال "نحن فقط نُفكّر في هذا الأمر".
"الرد انتقاماً"
الرئيس الروسي شدد أيضاً على أنّ صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت "أكثر حداثة، بل أكثر كفاءة" من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة.
والأربعاء، لمّح بوتين إلى أن موسكو لن تستخدم سلاحاً نووياً إلّا رداً على هجوم من هذا النوع، قائلاً: "نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسمّيه الردّ انتقاماً، إذا تعرَّضنا لضربة نضرب ردّاً على ذلك".
غير أنه كشف أنّ "التهديد بحرب نوويّة يتزايد"، نظراً إلى المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محمّلاً الأمريكيّين والأوروبّيين مسؤوليّة ذلك.
أمريكا تندد
من جانبها، ندَّدت الخارجية الأمريكية بهذه التصريحات قائلة "إن أي حديث عن الأسلحة النووية، مهما كان غامضاً، هو عمل غير مسؤول إطلاقاً".
يشار إلى أن شبح الحرب النووية المحتملة قد عاد إلى واجهة المشهد الدولي بعد بدء غزو أوكرانيا، في فبراير/شباط، ما يؤشر إلى تآكل نظام الأمن العالمي الذي يعود تاريخه إلى الحرب الباردة.
وأثارت الانتكاسات العسكرية الروسية في الأشهر الأخيرة مخاوف من أن موسكو تخطّط لعكس الاتجاه عبر اللجوء إلى ترسانتها النوويّة.
وتعد روسيا أكبر قوة نووية في العالم، استناداً إلى عدد الرؤوس الحربية النووية التي تملكها، إذ إن لديها 5977 رأساً حربياً، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5428، بحسب اتحاد العلماء الأمريكيين.