كلمة “فلسطين حرة” جعلت منه نجماً! مشجع بريطاني يتحول لبطل غير مألوف في كأس العالم (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/08 الساعة 10:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/08 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
رفع العلم الفلسطيني خلال مباراة بتصفيات كأس العالم - تعبيرية / رويترز

تحول مشجع بريطاني لكرة القدم إلى نجم وأحد الأبطال المشاهير غير المألوفين في بطولة كأس العالم بقطر 2022، بعد لقاء تلفزيوني عفوي ظهر فيه وهو يحمل علم فلسطين قائلاً باللغة العربية": "فلسطين حرة"، وسط هتاف مواطنين عرب كانوا بجانبه، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.

وظهر المشجّع الإنجليزي مارتن نير في مقطع الفيديو يتحدث لميكرفون قناة "الجزيرة مباشر"، أثناء احتفاله بفوز إنجلترا بنتيجة 3-0 على ويلز، وصعود منتخب الأسود الثلاثة لمواجهة السنغال في دور الـ16. 

كان نير راسماً على وجهه صليب القديس جورج باللون الأحمر، ويحمل العلم الفلسطيني في يده، وقد اعتذر في البداية عن "ضعف" لغته العربية، قبل أن يقول: "أولاً: كرة القدم، إنها عائدة إلى وطنها. والأمر الثاني: فلسطين حرة!".

واستنفر ما قاله نير التأييد والتحية من المشجعين حوله، وسرعان ما نال مقطع فيديو اللقاء مزيداً من التأييد والاستحسان، بعد انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي.

في لقاء آخر مع موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قال نير إنه كان يعمل مدير تسويق، ثم ترك "سباق الفئران [على لقمة العيش]" من أجل حياة من السفر والمغامرة، ومع ذلك فهو ليس من فئة المشجعين الإنجليز "المشاغبين" الذين تصورهم وسائل الإعلام تقليدياً. 

في الوقت ذاته، لم يكن يتوقع أن ينتشر اللقاء الذي أجراه هذا الانتشار الواسع، فقد شوهدت إحدى النسخ المنتشرة لمقطع فيديو اللقاء أكثر من 5.5 مليون مرة على موقع تويتر.

أضاف نير للموقع نفسه: "الصليب على الوجه لا يمثل الحروب الصليبية. صليب القديس جورج هو علمنا الوطني، أي إنه جزء من علم منتخب إنجلترا، ولا يرمز إلى شيء آخر". ثم شدّد على أن "القديس جورج نفسه فلسطيني، وهذه حقيقة مهمة يغفلها الناس".

يُعتقد أن القديس جورج (مارجرجس) كان جندياً رومانياً خلال القرن الثالث الميلادي، وأن والدته فلسطينية من مدينة اللد الواقعة الآن تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي. وهو ليس قديساً في إنجلترا فحسب، بل إنه بطل محلي في نظر كثير من الفلسطينيين.

من جانب آخر، لفت نير إلى أنه زار فلسطين، وتجول في الضفة الغربية المحتلة، وذهب إلى ضريح القديس جورج في بلدة بيت جالا الفلسطينية، بالقرب من نقطة تفتيش إسرائيلية سيئة السمعة.

وبعد لقائه التلفزيوني الشهير امتلأ البريد الإلكتروني لنير برسائل من الأصدقاء والعائلة، وقال نير لموقع "ميدل إيست آي" إن وسائل الإعلام لطالما صوَّرت المشجعين في إنجلترا طيلة سنوات في صورة "المخمورين، الحمقى الذين يقاتل بعضهم بعضاً، وأحياناً عنصريين بعض الشيء، وأغبياء في أحيان أخرى".

بينما استنكر نير ذلك، وقال: "الأمر ليس كذلك على الإطلاق. نحن نتحدث عن مجموعة كبيرة من الناس، منهم مشجعون يهتمون بشدة بمظالم غيرهم. وبعضنا يساند المنتخب الوطني لكرة القدم، ويطالب بالحرية لفلسطين في الوقت نفسه".

"أنا فخور بقولي إن فلسطين حرة"

قال نير إنه لا يعرف سوى نحو 20 أو 30 كلمة عربية (منها عبارة: فلسطين حرة)، وإن زيارته لفلسطين كانت "تجربة رائعة".

كما أشار نير إلى أنه رأى الاحتلال العسكري الإسرائيلي بأم عينه، وشاهد المستوطنات الإسرائيلية، والقيود التي لا تسمح للفلسطينيين بالقيادة على طرق معينة، وتمنعهم من دخول بعض المناطق في أراضيهم، وقد انتهى به ذلك إلى الشعور "بإحساس فظيع بالظلم"، و"كنت أسأل نفسي لماذا لا يفعل الناس أي شيء [لتغيير ذلك]؟! لماذا لا يغضب أحد؟".

خلال الزيارة، توجّه نير إلى فندق Walled Off في بيت لحم، المملوك لفنان الغرافيتي الإنجليزي "بانكسي"، والذي أقيم للفت الأنظار إلى ما يصفه بـ"أسوأ منظر في العالم": جدار الفصل الإسرائيلي الذي يمنع الفلسطينيين من مغادرة بيت لحم أو دخولها بحرية.

وتلقى نير فيضاً من رسائل التحية والتقدير بسبب اللقاء، وتمنى له بعض المشاهير التوفيق في رحلته، إلا أنه تعرض للهجوم من بعض الناس أيضاً. وقال إنه أخطأ بحق نفسه حين قرأ تعليقات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التعليقات والرسائل التي وصفته بأنه "مؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، وأنه ليس إلا "ظاهرة مزيفة"، وأنه عربي يدعي أنه إنجليزي.

ورد نير على ذلك مازحاً بالقول: إذا أراد أي قطري أن يدفع عني ثمن التذكرة إلى نهائي كأس العالم، "فسأقبل". وأنا فخور بقولي إن "فلسطين حرة"، وآمل أن ينضم إليَّ جميع المشجعين الإنجليز في قول ذلك.

لم يكن نير المشجع الإنجليزي الوحيد الذي انتشر له على نطاق واسع مقطع فيديو يدعو فيه إلى تحرير فلسطين، فقد أجرى الإنجليزي هاري هاتون، الذي يعيش في دبي، لقاءً مع التلفزيون الإسرائيلي، وفاجأ المراسل فيه بقول الشيء نفسه.

يقول نير إنه ربما بدأ "ترنداً" (Trend) على وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن يقصد، "فهل يمكن أن يكون ذلك بداية لشيء ما [أكبر تأثيراً]؟ هل هو ترند؟"، "هل سنشهد مشجعي إنجلترا في نهاية كل مباراة يمسكون بالميكرفون ويصرخون: (فلسطين حرة)؟ آمل ذلك".

تحميل المزيد