باسيل سعى لإفساد جلسة استثنائية للحكومة اللبنانية.. أصدر بياناً دون رأي موقعين عليه

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/06 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/06 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش
جبران باسيل

نجح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في إنقاذ جلسة استثنائية لحكومته بعد بيان من مجموعة من 9 وزراء كانوا قد أعلنوا مقاطعتهم للجلسة التي أعلن عنها ميقاتي بعنوان "جلسة الضرورة".

تشير المصادر إلى أن الاتصالات التي استمرت طيلة ساعات الليل وصلت إلى النتيجة المرجوة، وذلك من خلال حضور وزير الصناعة المحسوب على حزب الطاشناق الأرمني جورج بوش كايين باكراً إلى السراي وجلوسه في مكتب الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية استعداداً لمشاركته في الجلسة؛ ما شكّل مفاجأة بالنسبة إلى التيار الوطني الحر.

حزب الله على خط إنجاح جلسة استثنائية

يشير مصدر حكومي لبناني رفيع لـ"عربي بوست" إلى أن حزب الله لعب دوراً في تأمين النصاب من خلال سعيه في إنجاح الجلسة، خصوصاً أنه كان قد تقرر بين الحزب وحركة أمل المشاركة ما أرسل رسالة قوية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي كان قد اعتبر أنه نجح في استخدام الثلث المعطل من الوزراء. 

وبحسب المصدر ذاته، فإن البيان الصادر عن الوزراء التسعة مساء أمس بإعلان مقاطعة الجلسة لم يطّلع عليه كل الوزراء ولم يوافقوا عليه، ومن بينهم بوشيكيان الذي حضر ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب والذي أبلغ ميقاتي ليل أمس أن باسيل قام بإحراجه من خلال هذا البيان.

ويشير المصدر إلى أن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا زار أمس مع مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان حزب الطاشناق والذي كان يعقد اجتماعات مفتوحة بغية طلب المشاركة والتمرد على البيان الذي أصدره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل باسم الوزراء التسعة.

ماذا جرى في الجلسة؟ 

طغت على القصر الحكومي أجواء التكتم حول إمكانية حصولها بسبب النصاب القانوني لها وهي الثلثان، أي ستة عشر وزيراً من أصل أربعة وعشرين.

ومع الإعلان عن توفر النصاب حضر وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار إلى السراي معلناً أنه بحال تأمن النصاب سيدخل الجلسة ويطالب رئيس الحكومة بالتراجع عن الدعوة، وهذا ما حصل، خصوصاً أن حجار طلب رفع الجلسة إلى ما بعد الظهر والتشاور بين الوزراء حول أهمية المواضيع المطروحة ولإفساح المجال حول التفاهم، إلا أن ميقاتي رفض ذلك. 

يشير المصدر الحكومي إلى أن حجار اعترض على قيام رئيس الحكومة "بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية والعبث بالدستور"، حسب وصفه الأمر الذي استفز وزير البيئة ناصر ياسين الذي طلب من حجار السكوت والجلوس وعدم التطاول على موقع رئيس الحكومة والاستقواء بخطابات شعبوية وعندها تدخل وزيرا الثقافة محمد مرتضى والمال يوسف خليل، وعملا على تهدئة حجار وياسين.

بالمقابل، أكد ميقاتي أن "الجلسة القائمة استثنائية بكل معنى الكلمة والأكثر استثناء فيها هو الملف الطبي الذي كان شرارة عقدها، وهو المتعلق بحقوق مرضى السرطان وغسيل الكلى"، وأضاف: "لولا هذا الملف لما دعونا إلى هذه الجلسة، لكن إذا كان البعض يتلطى وراء الدستور والعيش المشترك فنقول له إنهما لا يتحققان بموت الناس، وبكل الأحوال لن يحصل ذلك عن يدنا".

تصعيد من باسيل مرتقب

أشار مصدر برلماني في التيار الوطني الحر إلى أن رئيس حكومة تصريف أعمال مستقيلة لا يستند في هذه الدعوة إلى قوته، علماً أنه وبعد دخول مرحلة الفراغ الرئاسي على أن أي جلسة لن تعقد إلا للأمور الطارئة والملحة وبحضور كل الوزراء، أو على الأقل كل المكونات الأساسية. 

ويشير المصدر إلى أن هذه ليست مسألة عابرة في العلاقة بين التيار وحزب الله، يقول: "تفاهمنا قائم على أمور استراتيجية أهمها صلاحيات الموقع المسيحي الأول في البلاد والذي تحول اليوم إلى وجهة نظر"، ويؤكد المصدر "هذا الأمر بالنسبة إلينا هو مقدس كسلاح المقاومة بالنسبة إلى حزب الله، وجودنا ودورنا هما سلاحنا ولن نسمح لأحد بالمسّ بهما".

ويؤكد المصدر أن خيارات التيار الآن مفتوحة؛ لأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "خان نفسه ووعده الذي قطعه أمام الجميع في مجلس النواب بأنه لن يدعو إلى جلسة إلا بعد التشاور مع جميع الفرقاء"، معتبراً أن التيّار الوطني الحر لن يقبل بإعادة البلد إلى زمن ما قبل 2016 (ما قبل انتخاب عون رئيساً) وسيعتبر ما حصل انقلاباً وحدثاً غير عابر.

ويؤكد المصدر أن الوزراء الثمانية المتغيبين عن جلسة اليوم عقدوا اجتماعاً مع رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل واتفقوا على التصعيد السياسي في مواجهة ميقاتي، وسيتم التقدم بدعوى أمام شورى الدولة لإبطال قرارات جلسة اليوم.

حزب الله ممتعض من باسيل

يشير الكاتب والمحلل السياسي منير الربيع إلى أن حزب الله أراد عدم كسر نجيب ميقاتي، في مقابل وضع حدود لجبران باسيل الذي لم يعد بالإمكان مجاراته في كل ما يريد ويتمنى، خصوصاً أنه لم يستجب إلى رغبات الحزب في مسألة الانتخابات الرئاسية وترشيح سليمان فرنجية.

 ويتقاطع هذا الأمر وفق الربيع لوقف الحزب لمساعيه التفاوضية بين فرنجية وباسيل بعد المواقف التصعيدية التي أطلقها باسيل في فرنسا، يعتقد الربيع أن هذا مسار جديد لا بد أن يفتح على خط العلاقة بين باسيل والحزب والسعي لترتيبها، خصوصاً أن الحزب وإن اختلف مع باسيل في التكتيك فهو حريص عليه في الاستراتيجيات. 

وعليه يشير مصدر مقرب من حزب الله لـ"عربي بوست" إلى أن الحزب ممتعض إلى أبعد الحدود من أداء باسيل والممارسات التي يقوم بها، وهو غير راضٍ عن خلفيات ما يقوم به مع الأمريكيين والفرنسيين وكل الأطراف والجهات الإقليمية والدولية الأخرى. 

ويشير المصدر إلى أن حزب الله تصله تقارير متقاطعة عن إمكانية قيام باسيل بالإعلان عن دعم قائد الجيش جوزيف عون في ظل محاولات الفرنسيين والقطريين والأمريكيين في إقناع باسيل بالانحياز إلى هذا الخيار في مقابل مكتسبات سياسية.

تحميل المزيد