حذرت رئيسة الاتحاد الزراعي الوطني البريطاني "مينيت باترز" في تصريحات لشبكة "بي بي سي" الإخبارية، الثلاثاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، من أن البلاد قد تواجه أزمة غذائية إذا لم تتخذ الحكومة أي إجراء حيال ذلك.
ففي حديثها، دعت باترز الحكومة البريطانية إلى دعم المزارعين في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة والتكاليف، "وإلا فقد تواجه البلاد أزمة غذائية محتملة". وأضافت: "في الوقت الذي تهدد فيه التقلبات العالمية استقرار إنتاج الغذاء العالمي وأمن الغذاء والطاقة، فإن صناعة الأغذية البريطانية مهددة أيضاً".
مطالب بدعم قطاع الغذاء في بريطانيا
رئيسة الاتحاد الزراعي الوطني البريطاني "مينيت باترز" قالت كذلك في تصريحاتها التليفزيونية: "أخشى أنه مع تعرض مستقبل إمدادات الفواكه والخضراوات البريطانية للخطر، فإن البلاد تسير نائمة نحو أزمة إمدادات غذائية أكبر".
أما عن ارتفاع التكاليف، فأشارت إلى أن أسعار الأسمدة في البلاد زادت أكثر من 3 أضعاف منذ عام 2019، كما أن أسعار الأعلاف والديزل ارتفعت أيضاً بأكثر من 75% في الفترة المذكورة.
جدير بالذكر أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت في بريطانيا بنسبة 14.6% خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
تحذيرات من شتاء قاسٍ
يأتي ذلك تزامناً مع نداء طوارئ أطلقته أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، للحصول على دعم لأنشطتها، محذرة من أقسى شتاء على الإطلاق يواجه فيه عدد متزايد من الناس خطر الجوع في أزمة متفاقمة لغلاء المعيشة.
حيث قالت منظمة "تراسيل تراست"، التي تدعم شبكة تضم 1300 بنك طعام في أنحاء بريطانيا، إنها شهدت زيادة كبيرة في مستويات اللجوء إليها، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
كما قالت المنظمة إن الحصص الغذائية التي وزعتها في شهرَي أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2022 شهدت زيادة 46% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021. وتوقعت المنظمة توزيع 1.3 مليون حصة غذائية في الأشهر الستة المقبلة، نصف مليون منها موجّه للأطفال.
لكن المنظمة قالت إن الطلب يفوق التبرعات للمرة الأولى، مما يعني أن بنوك الطعام اضطرت إلى شراء المزيد من الطعام بنفسها. وقالت إن هذا لا يساعد على استدامة توفير المساعدات.
كما أوضحت إيما ريفي، الرئيسة التنفيذية للمنظمة: "في مواجهة العاصفة الكاملة من ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم والركود المحتمل التي تدفع الناس إلى هوة أعمق من الفقر، يتسبب ارتفاع كلفة المعيشة في موجة عاتية من الحاجة لبنوك الطعام".
أضافت: "لم نرغب قط في إطلاق نداء مثل هذا.. تمنينا لو لم تكن هناك حاجة بالمرة لبنوك الطعام؛ لكنها تقف حالياً في مواجهة طوارئ كلفة المعيشة هذه، وليس لدينا خيار آخر". وطالبت ريفي الحكومة بتقديم حزمة مساعدات تستهدف مباشرة منخفضي الدخل.
تزايد مستويات الجوع في بريطانيا
يأتي ذلك بعد يومين من تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية قالت فيه إن ملايين الأشخاص أُجبروا على تفويت وجبات خلال اليوم أو قضاء يوم كامل بدون تناول أي طعام، وذلك خلال الشهور الأخيرة، وفقاً لما أوردته بيانات جديدة.
فمع تعمق أزمة تكاليف المعيشة في بريطانيا، عانت عائلة واحدة من بين كل خمس عائلات تقريباً من ذوي الدخل المنخفض، من انعدام الأمن الغذائي في سبتمبر/أيلول 2022، مما يعني أن مزيداً من الأشخاص جاعوا أكثر مما حدث خلال الأسابيع الفوضوية الأولى لإغلاقات جائحة كوفيد-19، وذلك حسبما قالت جمعية Food Foundation الخيرية.
تقول أحدث بيانات الجمعية إن مستويات الجوع في بريطانيا بلغت أكثر من الضعف خلال يناير/كانون الثاني 2022، مما يعني أن 10 ملايين بالغ و4 ملايين طفل كانوا غير قادرين على تناول وجباتهم بانتظام في شهر سبتمبر/أيلول 2022، مما أثار دعوات لاتخاذ تدابير أقوى لحماية الأسر الضعيفة.
كذلك فقد تضمنت هذه الدعوات طلب إتاحة وجبات مدرسية مجانية لـ800 ألف طفل آخر، في خضم تقارير تقول إن أطفال المدارس الجائعين يسرقون الطعام من زملائهم في الدراسة، ويفوّتون وجبات الغداء لعدم قدرتهم على تحمل الوجبات المدرسية، أو يجلبون معهم وجبات غداء تحتوي على شريحة خبز واحدة فحسب.