كشف تقرير حكومي مسرَّب عن مشروع مشترك بين ألمانيا والصين، يضع البلدين على طريق توثيق العلاقات، حيث يبحث ميناء هامبورغ وشريكه الصيني المملوك للدولة في إقامة مشروعات شحن مشتركة ضمن "طريق الحرير" في اليونان وبولندا وأجزاء أخرى من أوروبا.
صحيفة The Times البريطانية، أشارت في تقرير الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول، وافق المستشار أولاف شولتز على بيع حصة نسبتها 25% في إحدى محطات الميناء، إلى شركة كوسكو الصينية العملاقة، رغم اعتراضات ستة من وزرائه قالوا إن هذه الخطوة ستعزز نفوذ بكين على البنية التحتية الحيوية في ألمانيا.
التقارب بين ألمانيا والصين
كما أضافت الصحيفة أن كوسكو تمتلك بالفعل ميناء بيرايوس القريب من أثينا، وهو الأكبر في اليونان، وأجزاء كبيرة من ست موانئ أوروبية حيوية أخرى، مثل بلباو في إسبانيا، وزيبروغ وأنتويرب في بلجيكا.
ترى وزارة الاقتصاد الألمانية أن الشركة الصينية تتطلع الآن إلى إقامة "شراكة استراتيجية" مع هيئة ميناء هامبورغ (HHLA)، وتوسيع عملياتها في بحر البلطيق والبحر المتوسط، حسبما أفادت شبكتا WDR وNDR.
كما قال التقرير إن من الخطط المختلفة قيد الدراسة حصول هيئة ميناء هامبورغ على حصة في بيرايوس، أو تقديم عطاء مشترك بين ألمانيا والصين لمحطات الموانئ على ساحل بولندا، مثل غدينيا أو غدانسك، على أن هيئة ميناء هامبورغ نفت مشروع بولندا.
أشار التقرير أيضاً إلى أن الهدف الأكبر لهذا المشروع هو توسيع "طريق الحرير الجديد" لطرق التجارة الصينية في أوروبا، ليشمل دويسبورغ، وهو ميناء نهري مهم للمناطق الصناعية في ألمانيا، وعدد من الموانئ في فرنسا، المملوكة جزئياً لمجموعة شركة شحن صينية منفصلة تسمى CMP.
فيما نقلت الشبكتان عن التقرير إشارته إلى أن "الصين تحاول تحقيق وجود دائم في مواقع استراتيجية في البنية التحتية البحرية العالمية".
مخاوف من هيمنة الشركات الصينية
تسود خلافات كبيرة داخل الحكومة الألمانية على كيفية التعامل مع الصين، وتحديداً على أنواع البنية التحتية الألمانية، التي يجب السماح للشركات الصينية بشرائها.
حيث اقترحت مسودة استراتيجية الصين التي صاغتها وزارة الخارجية بقيادة حزب الخضر، والتي يُتوقع مراجعتها ونشرها بالكامل العام المقبل، زيادة التركيز على انتقاد انتهاكات بكين لحقوق الإنسان وتقييد دعم الدولة للاستثمارات الألمانية في الصين.
على أن المستشار الألماني لا يزال غامضاً، فخلال زيارته القصيرة لبكين قبل شهر، سار شولتز على خط رفيع بين التعبير عن القلق من العديد من المشكلات الصعبة، مثل دعم الصين لروسيا، وخططها لضم جزيرة تايوان، فيما سعى أيضاً إلى إحياء التعاون في التجارة وتغير المناخ.
انعكس هذا التناقض في الإشارات المختلطة من برلين عن مشاركة الصين في البنية التحتية الألمانية؛ إذ أعطى شولتز الضوء الأخضر لصفقة ميناء هامبورغ قبل أيام من رحلته إلى بكين، بعد أن خلص إلى أنها لن تمنح الشركة الصينية نفوذاً كبيراً.
فيما أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن شركة هواوي الصينية للاتصالات، زودت ألمانيا سراً بما يقرب من 60% من مكونات شبكة الجيل الخامس الجديدة، ومنعت الحكومة الألمانية عطاءين صينيين للاستحواذ على مصانع أشباه موصلات ألمانية، بعد أن خلصت إلى أنهما "يهددان النظام والأمن العام في ألمانيا".