طالبت النائبة عن حزب العمال البريطاني، سارة تشامبيون، بالوقوف على ملابسات وفاة الطفل المسلم يوسف محمود نظير في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومعرفة أسباب هذه الوفاة التي تمت بشكل "فظيع للغاية"، في حين تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الحالة التي كشف فيها النظام الصحي البريطاني عجزه عن إنقاذ طفل صغير كان يعاني من التهاب على مستوى الحلق.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 1 ديسمبر/كانون أول 2022 عن النائبة تشامبيون، قولها: "لقد كانت عائلة نظير واضحة للغاية في أنها لا تريد أن تعاني عائلة أخرى من وفاة طفل في مثل هذه الظروف المروعة".
وتوفي يوسف محمود نظير، البالغ من العمر 5 سنوات، بعدما رفضت إدارة مستشفى روثرهام العام بإنجلترا السماح له بالدخول والاستفادة من الخدمات الصحية.
النائبة البريطانية أكدت أنها بحاجة إلى اكتشاف الخطأ الفادح الذي حدث بسرعة، وستعمل معهم لتأمين تحقيق سريع ومستقل، لافتة إلى أنها تحتاج التأكد من أن التحقيق يغطي مؤسسات الرعاية الأولية والثانوية المشاركة في تشخيص ورعاية وعلاج يوسف.
بدء تحقيق مستقل
وزادت شامبيون أنها "تلقيت تأكيدات بشأن بدء تحقيق مستقل من قبل الرئيس التنفيذي لمؤسسة الخدمات الصحية في مدينة روثرهام، وسأقوم بدعم العائلة في مراحل التحقيق".
من جهته، قال أحمد عمّ الطفل المتوفى لشبكة سكاي نيوز إنه يريد "تحقيقاً مستقلاً كاملاً من مؤسسة الخدمات الصحية البريطانية".
فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الرئيس التنفيذي للمستشفى، الدكتور ريتشارد جينكينز، الذي التقى بأحمد واعتذر له ولعائلته، أخبره بأن محققين مستقلين سيقومون بعملية التحقيق للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة.
جينكينز أضاف: "من الضروري أن يتم إجراء تحقيق شامل ومستقل في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن أفراد الأسرة من الحصول على إجابات لمخاوفهم، ويمكننا تحديد المكان الذي يجب إجراء التغييرات فيه".
"أسوأ حالة التهاب"
من جانبهم، قال موظفو المستشفى إن رفض دوخوله المستشفى ناجم عن "انعدام الأسرّة الضرورية والعدد الكافي من الأطباء على الرغم من أن الطبيب المعالج وصف حالة الطفل بأنها أسوأ حالة التهاب للوزتين رآها في حياته".
يأتي ذلك فيما وصفت الأكاديمية البريطانية، شيلا سوبراني وفاة يوسف بأنها "مأساة لعائلته"، وأضافت سوبراني عبر حسابها على تويتر: "نحن في المملكة المتحدة و2022 وقد كان من الممكن تجنب وفاته، وهذا أمر مفجع للغاية".
كما قال المدون، آلان مهدي زاده، عبر حسابه على تويتر: "تخيل بلداً يموت فيه طفل يبلغ من العمر 5 سنوات لأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تعرضت لفشل شديد، ثم قم بتشغيل التلفزيون واستعد للترفيه بمن يُسمون "القادة" الذين يجب أن يقع عليهم اللوم".
يشار إلى أن كبار استشاريي طب الأطفال في المملكة البريطانية سبق أن حذروا من ضغوط غير كبيرة على خدمات الأطفال في حالات الطوارئ.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "يستحق جميع الأطفال أعلى مستويات الرعاية، ونتخذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تعرض العائلات لمثل هذه المآسي".
كما أضاف: "أعلنّا الأسبوع الماضي عما يصل إلى 8 مليارات جنيه إسترليني (9.67 مليار دولار) للرعاية الصحية والاجتماعية في عامي 2024/2025، ونقدم 500 مليون جنيه إسترليني إضافية لتسريع الخروج من المستشفى وتوفير الأسرّة".