أمريكا قلقة من حكومة نتنياهو.. هآرتس: واشنطن حذرت تل أبيب من تحركاتها بالضفة

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/02 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/02 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
نتنياهو وجو بايدن في القدس المحتلة، أرشيفية/ رويترز

حذَّر مسؤولون بارزون في البيت الأبيض، إسرائيل، من أن نقل  المسؤولية عن "الإدارة المدنية"، الهيئة الحاكمة الإسرائيلية على أكثر من 60% من الضفة الغربية، من سلطة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى إدارة أخرى يمكن أن يضر العلاقات بين البلدين. 

وقال المسؤولون الأمريكيون، نقلاً عن صحيفة Haaretz الإسرائيلية، إن هذه الخطوة قد تخاطر أيضاً بتهديد التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في التعامل مع التحديات الإقليمية، ومنها مواجهة التهديد الإيراني. 

عيون أمريكا على تل أبيب 

يأتي ذلك في وقتٍ قالت فيه مصادر إسرائيلية مطلعة، إن الأمريكيين يتابعون بقلقٍ التقارير الواردة عن محادثات الائتلاف المزمع بين نتنياهو والأحزاب الصهيونية الدينية المتطرفة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، سعياً إلى تبيُّن النهج الذي تنوي هذه الحكومة أن تتخذه في التصرف بشأن الضفة الغربية. 

فيما طالب بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، ببعض صلاحيات "الإدارة المدنية"، وأن يكون لحزبه اليميني المتطرف وزيرٌ معين في وزارة الدفاع يتولى مسؤولية الإشراف على المستوطنات، ووحدة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهما وحدتان تابعتان لجيش الاحتلال الإسرائيلي. فيما قال الليكود إن هذا الوزير "سيعمل بالتنسيق والاتفاق مع رئيس الوزراء".

العلاقة بين نتنياهو وبايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن، عندما كان نائباً للرئيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

حذر الأمريكيون خلال الأسابيع الماضية من نقل سلطة التصرف في الضفة الغربية من وزارة الدفاع إلى إدارات أخرى. وقال المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى ستصنِّف تغيير السياسة القائمة تجاه سكان الضفة الغربية بأنها ضم أحادي الجانب. 

فيما تزعم قيادات التيار اليميني المتطرف أن الغاية من خطواتها هي تعديل وضع المستوطنين، إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الأمر سيوصف بأنه تمييز عنصري بين المستوطنين والفلسطينيين، ولن يسانده المجتمع الدولي. وأشاروا إلى أن خطوات الضم التي من شأنها أن تجعل الفلسطينيين في مكانة أدنى هي بمنزلة الممارسة لنظام الفصل العنصري.

"فصل عنصري" 

وأشار مسؤول إسرائيلي كبير، كان مطلعاً على المحادثات، إلى أن مسار السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية على النحو الموصوف بأنه فصل عنصري صار "أقرب وأكثر واقعية من أي وقت مضى". 

وفي مناقشة أمنية مغلقة بشأن هذه القضية، قال مسؤولون إسرائيليون إن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا أن التحركات أحادية الجانب في الضفة الغربية ستلحق أضراراً شديدة بمكانة إسرائيل، ومصالحها الأمنية الرئيسية. 

المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية/ رويترز

فيما قال مصدر مطلع على المحادثات إن الأمريكيين حذروا صراحة من أن مثل هذه التحركات ستكون بمنزلة الصفعة على وجه الولايات المتحدة، ووجه رئيسها جو بايدن، ومن ثم قد تفضي إلى تدهور كبير في العلاقات بين الدولتين، والإضرار بمساعي استعداد إسرائيل لمهاجمة إيران. 

أما التخوف الآخر الذي أثاره المسؤولون الأمريكيون، فهو احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، وما يقتضيه ذلك من تحمل إسرائيل المسؤولية عن الضفة الغربية بأكملها. 

وحذر مسؤولون أمريكيون في المناقشة من أن إسرائيل قد تفقد أهم حلفائها الأمنيين [الحليف الأمريكي]، وأنها لن تستطيع التعامل مع التحديات الأمنية التي تواجهها دون دعم أمريكي، كما وصف المصدر الإسرائيلي تصريحات بعض الساسة الإسرائيليين بأن الأمريكيين يجب ألا يتدخلوا في الشؤون الداخلية لإسرائيل، بأنها "واهية، لأنها مبنية على جهل بعمق الروابط بين الدولتين". 

فيما قال المسؤولون الذين شاركوا في المناقشة إن المجتمع الدولي برمته "سيكون في مواجهة إسرائيل" إذا اتخذت هذا المسار. ومن جهة أخرى، أبدت دول التطبيع المشاركة في اتفاقات إبراهام المخاوف ذاتها التي صرحت بها الولايات المتحدة. وبالمثل، فإن ممثلي الدول الأخرى التي شرعت إسرائيل في تعزيز العلاقات غير الرسمية معها منذ وقت قريب، حذروا المسؤولين الإسرائيليين من أن تغيير الوضع القائم في الضفة الغربية قد يستثير الرأي العام في دولهم ضد إسرائيل، ومن ثم يحول دون الحفاظ على العلاقات. 

يرى المسؤولون الإسرائيليون أن الدول التي وقعت على اتفاقيات إبراهام لن تتراجع عنها بهذه السرعة، لكنها تخشى الإضرار بالتعاون القائم على المستوى الدفاعي، إذ تعتبر إسرائيل هذا التعاون "شديد الأهمية من الناحية الاستراتيجية"، فضلاً عن أن تحركات الحكومة ستوقف أو تعطل اتفاقيات التطبيع مع دول أخرى.

وحذر مسؤولون قانونيون إسرائيليون شاركوا في المناقشة من أن الإجراءات الإسرائيلية المحرجة للإدارة الأمريكية ستزيد من فرص تدخل محكمة العدل الدولية في الأحداث الجارية بالضفة الغربية، وقد تُفقد إسرائيل المساندة الأمريكية في مواجهة ذلك. 

وفي بيان لخطورة الأمر، وصف أحد المشاركين في المحادثات هذا الوضع بأنه بمنزلة "هجوم استراتيجي" على إسرائيل، فالهجمات قد تنال من كبار المسؤولين الإسرائيليين في مؤسسة الدفاع بأشخاصهم، فضلاً عن الإضرار بمكانة إسرائيل الدولية. 

في غضون ذلك، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدئة مخاوف الإدارة الأمريكية، فقال في لقاء مع الصحفي الأمريكي، باري فايس، حول الائتلاف الحكومي: "لسنا نحن فقط من ننضم إليهم [شركائه في الائتلاف]، فهم أيضاً ينضمون إلينا"، ملمحاً بذلك إلى أن الليكود سيحتفظ بالسيطرة على شؤون الأمن والدفاع.

تحميل المزيد