رجحت ألمانيا حدوث المزيد من التوتر مع الصين في السنوات المقبلة، وسط توقعات أن تتحرك بكين لضم تايوان بحلول عام 2027 على أبعد تقدير، وفقاً لوثيقة مسربة نشرتها وسائل إعلام محلية، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول 2022.
فيما حذرت الورقة الاستراتيجية لوزارة الاقتصاد الألمانية من أن العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين ألمانيا والصين قد تجعل برلين عرضة للضغط الدبلوماسي من بكين في السنوات المقبلة، واقترحت إجراءات لتقليل الاعتماد على الصين، حسب ما ذكرت بوابة "بايونير" الإخبارية.
ووفقاً للتقرير، اقترح خبراء "التركيز على الأسواق البديلة ومراكز التصنيع"، فيما ذكر التقرير أنه "بينما تقلل الصين من اعتمادها على الشركاء الأجانب، استمرت الأهمية الاقتصادية لها بالنسبة للاتحاد الأوروبي وألمانيا في النمو".
وتعد الصين حالياً أكبر شريك تجاري لألمانيا في مجال السلع، ووصلت التجارة الثنائية بينهما إلى 245 مليار يورو (256 مليار دولار) عام 2021.
أعلن المستشار أولاف شولتز، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن ألمانيا ستتبنى استراتيجية جديدة في علاقاتها مع الصين، قائلاً إنها "شريك ومنافس منهجي".
ومنذ الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، سلكت الصين طريقاً حذراً، منتقدة العقوبات الغربية ضد روسيا، لكنها لم تصل إلى حدّ تأييد أو مساعدة موسكو في الحملة العسكرية.
فيما قام المستشار الألماني شولتز بزيارة له إلى الصين وهي أول زيارة لزعيم في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع منذ بداية جائحة كوفيد-19.
وقال مدير مركز الدراسات الأوروبية، وانغ يوي، في جامعة رينيمي إن "أهمية زيارة شولتز تتمثل في أن هذه هي المرة الأولى منذ 3 سنوات التي يلتقي فيها زعيم قوة غربية كبرى وجهاً لوجه مع نظرائه الصينيين"، وأضاف وانغ أن "الزيارة تختبر مياه العلاقة بين الصين وألمانيا وأوروبا وحتى الغرب، وفي حال نجاحها، فمن المتوقع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الصين بعد شهر".
فيما قالت مصادر حكومية ألمانية لرويترز إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اقترح على شولتز الذهاب معاً إلى بكين لإرسال إشارة بوحدة الاتحاد الأوروبي، لكن شولتز رفض الاقتراح.
وواجه زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انتقادات على خلفية الزيارة، حتى من أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي، الذين أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين التي يزداد استبدادها.
وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي، إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.