أمريكا تعلن تقليص دورياتها مع المقاتلين الأكراد بشمال سوريا.. وتكشف عن محادثات “قريبة” مع أنقرة

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/29 الساعة 19:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/29 الساعة 21:54 بتوقيت غرينتش
قوات أمريكية في سوريا / رويترز

قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الولايات المتحدة قلصت عدد الدوريات المشتركة في شمالي سوريا مع ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" المصنفة بقائمة الإرهاب لدى تركيا، بعد ضربات تركية في المنطقة وقبل عملية برية من جانب أنقرة تخشاها واشنطن.

المتحدث باسم البنتاغون، البريجادير جنرال باتريك رايدر، قال للصحفيين إنه بينما لم تتوقف العمليات ضد تنظيم داعش "تعيّن تقليص الدوريات لأن قوات سوريا الديمقراطية خفضت عدد الدوريات الخاصة بها". 

وأضاف رايدر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيتحدث مع نظيره التركي خلوصي أكار "قريباً"، على حد قوله.

تركيا تهدد بعمل عسكري

وتشن تركيا منذ أيام سلسلة من الغارات الجوية على شمال شرقي سوريا ومواقع لمقاتلين أكراد، وذلك رداً على التفجير الذي وقع في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، واستهدف شارع الاستقلال وأودى بحياة 6 أشخاص وإصابة عشرات آخرين بجراح.

خلال الأيام الماضية، تركز القصف الجوي ونيران المدفعية على مواقع لحزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، اللذين تتهمهما تركيا بالوقوف وراء التفجير، وهو ما ينفيانه.

الرئيس التركي خلال إعطاء الإشارة ببدء عملية
الرئيس التركي خلال إعطاء الإشارة ببدء عملية "المخلب-السيف"/ الأناضول

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات خلال كلمة له، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أن أنقرة تهدف من وراء تنفيذ عملية عسكرية إلى إقامة "حزام أمني"، على طول الحدود الجنوبية، "من الشرق إلى الغرب".

وأشار إلى أنه "مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء". مضيفاً: "إن شاء الله سننجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن".

وتشمل هذه المنطقة مدينة عين العرب (كوباني)، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (الكردية)، بعد أن انتزعتها في 2015 من عناصر تنظيم الدولة "داعش" بدعم من أمريكا.

المنطقة الآمنة

يشار إلى أن الرئيس التركي قد حدد البلدات السورية "تل رفعت ومنبج وعين العرب" هدفاً للعملية العسكرية، وذلك لاستكمال منطقته الأمنية التي يبلغ عرضها 30 كيلومتراً على طول الحدود الجنوبية.

وتُصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب كمنظمةٍ إرهابية بسبب علاقاتها المباشرة مع حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمةً إرهابية. 

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار/رويترز
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار/رويترز

وفي عام 2019، وقَّعت أنقرة اتفاقيةً مع موسكو تُلزم روسيا بسحب قوات وحدات حماية الشعب من المنطقة الحدودية الممتدة بعمق 30 كيلومتراً، حيث تمتلك روسيا بعض القواعد العسكرية داخل الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. لكن موسكو لم تلتزم بوعودها حتى الآن، وفقاً للمسؤولين الأتراك. 

تقول أنقرة إن هناك 250 ألف سوري عربي نزحوا من تل رفعت متجهين إلى مدينة أعزاز السورية الخاضعة لسيطرة تركيا، وذلك بعد أن استولت وحدات حماية الشعب على المنطقة من أيدي المعارضة السورية عام 2016. 

ومساء الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، دعت واشنطن إلى "وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا" مؤكدةً أنها "قلقة جداً من الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة وتهدد هدفنا المشترك المتمثل في مكافحة تنظيم الدولة، وتعرض المدنيين والأفراد الأمريكيين للخطر"، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.

تحميل المزيد