أكد رئيس الوزراء الماليزي الجديد أنور إبراهيم، مساء الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، التزام بلاده بالدفاع عن قضية فلسطين في "المسرح الدولي"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع القيادي في حركة حماس خالد مشعل.
ونشر رئيس الوزراء الماليزي على حسابه الرسمي بمنصة تويتر، فيديو لاتصال هاتفي مع خالد مشعل، هنأه فيه على المنصب الجديد، كما هنأ الماليزيين بنجاح العملية الديمقراطية.
كما قال أنور إبراهيم عبر سلسلة تغريدات مرتبطة، إنه تلقى كذلك اتصالاً هاتفياً من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية للتهنئة.
رحلة سياسية طويلة
وأدى أنور إبراهيم اليمين الدستورية رئيساً للوزراء، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في تتويج لرحلة سياسية استمرت ثلاثة عقود، من تابعٍ مخلص للزعيم المخضرم مهاتير محمد إلى قائد للاحتجاجات وسجين ثم زعيم للمعارضة.
ويُنهي تعيين أنور إبراهيم خمسة أيام شهدت أزمة غير مسبوقة في البلاد بعد الانتخابات الأخيرة؛ إذ لم يفُز أي من التحالفين الرئيسيين، الذي يقود أحدهما أنور، بينما يقود الآخر رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين، بعدد كافٍ من المقاعد يؤهله لتشكيل حكومة.
ولم يحصل أي منهما على الأغلبية في الانتخابات التي جرت السبت، إلا أن الحاكم الدستوري الملك السلطان عبد الله عيَّن أنور بعد مشاورات مع العديد من أعضاء البرلمان.
ويتولى أنور المنصب في وقت مليء بالتحديات، فالاقتصاد متباطئ والبلاد منقسمة بعد انتخابات شهدت تنافساً محتدماً بين تحالف أنور التقدمي وبين تحالف محيي الدين الذي يغلب عليه الطابع المحافظ ولا يضم سوى المسلمين من عرق الملايو.
وتفاعلت الأسواق إيجابياً مع انتهاء الأزمة السياسية، فيما سجلت عملة الرينغيت أفضل أداء يومي في أسبوعين وزادت الأسهم 3%.
وحُرم أنور البالغ من العمر 75 عاماً مراراً من الوصول لرئاسة الوزراء، رغم اقترابه من المنصب على مدار السنين، وسبق أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في التسعينيات، وكان رئيس الوزراء المرتقب في عام 2018.
وعبر أنصار أنور عن أملهم في أن تتمكن حكومته من منع عودة التوتر التاريخي بين الأغلبية المسلمة التي تنتمي لعرق الملايو والأقليات العرقية الصينية والهندية.
وقال أنور في مقابلة قبل الانتخابات إنه سيسعى حال تعيينه رئيساً للوزراء "لتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد، وتخليص البلاد من العنصرية والتعصب الديني".
وفاز تحالفه، المعروف باسم باكاتان هارابان (تحالف الأمل)، بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات، إذ حصل على 82 مقعداً، مقابل 73 لكتلة بيريكاتان ناسيونال (الرابطة الوطنية) بزعامة محيي الدين، إلا أن الطرفين لم يحققا الأغلبية التي تؤهلهما لتشكيل الحكومة بالحصول على 112 مقعداً.
وحصلت كتلة باريسان (الجبهة الوطنية) الحاكمة منذ فترة طويلة على 30 مقعداً فقط، في أسوأ أداء انتخابي للتحالف الذي يهيمن على السياسة منذ الاستقلال عام 1957، وأعلنت باريسان الخميس، أنها لن تدعم حكومة يقودها محيي الدين، إلا أنها لم تتطرق إلى أنور.
وبعد تعيين أنور طالبه محيي الدين بإثبات أغلبيته في البرلمان.
وتدخل الملك لتعيين رئيس الوزراء، بعدما تجاوز كل من أنور ومحيي الدين مهلة انتهت عصر يوم الثلاثاء لتشكيل تحالف يتولى الحكم.
ويأتي تعيين أنور تتويجاً لرحلة طويلة في عالم السياسة استمرت ثلاثة عقود، تقلّب فيها من وريث واضح للزعيم المخضرم مهاتير محمد إلى سجين، ثم زعيم للمعارضة لفترة طويلة.
وحُرم الرجل البالغ من العمر 75 عاماً مراراً من الوصول لرئاسة الوزراء، رغم اقترابه من المنصب على مدار السنين، وسبق أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في التسعينيات، وكان رئيس الوزراء المرتقب في عام 2018.