قال موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن مفاوضات تجري بين روسيا وتركيا، بعد أن فشلت موسكو في "إثناء" أنقرة عن شن العملية العسكرية "المرتقبة" في شمال سوريا.
بحسب الصحيفة، فإن مفاوضات يجريها مسؤولون أتراك وروس حول شن "صغيرة النطاق"، في منطقة تل رفعت شمال سوريا، تهدف إلى إخراج المقاتلين الأكراد من منطقة غرب الفرات خلال الأسابيع المقبلة.
بحسب الصحيفة، فقد التقى المسؤولون الأتراك والروس على هامش المفاوضات السورية التي جرت في أستانا بكازاخستان خلال الأسبوع الجاري.
في حال انطلقت العملية فعلياً، ستصبح رابع عمليةٍ تشنها أنقرة من هذا النوع في شمال سوريا منذ عام 2016.
وتتمتع مدينة تل رفعت بهذه الأهمية؛ نظراً إلى موقعها الاستراتيجي، المحاصر بين القوات التركية وقوات النظام السوري. وتحولت المدينة إلى مصدر إحباط لأنقرة، بسبب الهجمات القاتلة المتكررة على مواقعها بواسطة وحدات حماية الشعب المتمركزة في تلك المنطقة.
وقد صرح مصدرٌ عسكري للموقع البريطاني في يونيو/حزيران، قائلاً: "شنّت وحدات حماية الشعب أكثر من 100 هجوم على الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وعلى القواعد العسكرية التركية. واستخدمت في هجماتها الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، ونيران المدفعية، وراجمات الصواريخ".
وأردف المصدر أن قاعدة منغ الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب، التي استولت عليها بمساعدة القصف الروسي عام 2016، تمثل موقعاً استراتيجياً للقوات المعادية التي تستغلها لاستهداف مدينة كلس التركية.
أنقرة عازمة على عمليتها
وتحدث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى نظيره الروسي سيرغي شويغو، عبر الهاتف الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال أكار لوزير الدفاع الروسي، إن أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تستهدف التجمعات المدنية في تركيا، بحسب نص المكالمة الذي نشره الجانب التركي.
وتشن أنقرة سلسلةً من هجمات المقاتلات والطائرات المسيرة بطول شمالي سوريا لاستهداف المواقع التابعة لوحدات حماية الشعب، وذلك في أعقاب تفجير إسطنبول. وأثارت تلك المسألة انتقادات الأمريكيين، بسبب قرب عمليات القصف من قواعد التحالف، التي تتمركز داخلها القوات الأمريكية.
وأفاد البيان التركي في ما يتعلق بالمكالمة الهاتفية بين وزيري الدفاع: "أشرنا إلى أن أولويتنا القصوى تتمحور حول إيقاف التهديدات والممر الإرهابي بصورةٍ دائمة، وتحييد المنظمات الإرهابية. وشدّدنا مرةً أخرى على الأهمية الشديدة للالتزام بالاتفاقيات التي جرى التوصُّل إليها مسبقاً حول هذه المسألة".
تُصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب كمنظمةٍ إرهابية بسبب علاقاتها المباشرة مع حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمةً إرهابية.
وفي عام 2019، وقَّعت أنقرة اتفاقيةً مع موسكو تُلزم روسيا بسحب قوات وحدات حماية الشعب من المنطقة الحدودية الممتدة بعمق 30 كيلومتراً، حيث تمتلك روسيا بعض القواعد العسكرية داخل الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. لكن موسكو لم تلتزم بوعودها حتى الآن، وفقاً للمسؤولين الأتراك.
تزعم أنقرة أن هناك 250 ألف سوري عربي نزحوا من تل رفعت متجهين إلى مدينة أعزاز السورية الخاضعة لسيطرة تركيا، وذلك بعد أن استولت وحدات حماية الشعب على المنطقة من أيدي المعارضة السورية عام 2016.
يُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدد في يونيو/حزيران الماضي، بشن هجومٍ آخر على مدينتي تل رفعت ومنبج، الواقعتين في محافظة حلب، لكن الهجوم تأخر بفضل الوساطة الروسية بين أنقرة ودمشق. وأوضحت المصادر المطلعة على المفاوضات أن مدينة تل رفعت ربما تكون من ضمن المواقع المستهدفة في الهجوم المقبل.