أصدرت محكمة جزائرية، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أحكاماً بالإعدام على 48 أدينوا بقتل رجل اتهموه بإشعال حرائق غابات قاتلة في صيف 2021، قبل أن يتبين أنه حل بمنطقة القبائل للمساعدة في إطفاء الحرائق، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
الوكالة أشارت إلى أنه يتم تخفيف أحكام الإعدام في كل الحالات تقريباً إلى السجن المؤبد، إذ لم يتم تنفيذ أي أحكام إعدام في البلاد منذ التسعينيات عندما حاربت الحكومة تمرداً إسلامياً، في حرب أهلية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف.
فيما تسبب مقتل جمال بن إسماعيل، المغني الذي قال إنه ذهب إلى منطقة القبائل بالقرب من الجزائر العاصمة؛ للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات التي اندلعت بأنحاء الجزائر عام 2021، في صدمة للبلاد.
حيث أودت الحرائق بحياة العشرات وتركت بلدات وقرى في حالة خراب، وقالت السلطات، دون ذكر تفاصيل، إن مخربين أشعلوا النيران.
بينما جاء في الشهادات ومقاطع الفيديو التي تم عرضها في أثناء المحاكمة، أنه بعد أن توجه إلى منطقة القبائل، أوقفه عشرات الشبان بمنطقة "الأربعاء ناث إيراثن" وأحرقوه حياً.
كما حكم القضاة على 37 آخرين بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وعشر سنوات، وتبرئة 17. ولا تزال لمنطقة القبائل، التي كانت بؤرة للتمرد في التسعينيات، حساسية سياسية مع مطالب محلية بتمثيل وظهور أكبر للثقافة واللغة المحليتين.
حسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن جمال بن إسماعيل كان يبلغ من العمر 38 عاماً حين ذهب طوعاً إلى بلدة الأربعاء-نايث-إيراثن في تيزي أوزو بشمال غربي البلاد؛ للمساعدة في إطفاء حرائق غابات أودت خلال أسبوع، بنحو 90 شخصاً على الأقل في أغسطس/آب من العام الماضي.
عندما علم بأن بعض سكان البلدة اشتبهوا بضلوعه في إشعال الحرائق؛ لكونه غريباً عن المنطقة، سارع إلى تسليم نفسه للشرطة، لكن حشداً غفيراً من المواطنين الغاضبين انتزعوه من أيدي قوات الأمن وعذّبوه وأحرقوه حياً ومثّلوا بجثته.
كما أظهرت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حشوداً تطوّق سيارة الشرطة التي كان على متنها بن إسماعيل، ثم تسحبه من داخلها وتنهال عليه بالضرب. وبعد تعذيبه أُحرق حياً، فيما راح شبان يلتقطون صور "سيلفي" أمام جثته!
بينما عُرضت خلال المحاكمة التي انطلقت الأسبوع الماضي، مقاطع فيديو كان المتهمون نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي وتُظهر تفاصيل الجريمة المروعة. وأظهرت مقاطع الفيديو هذه كيف تم تعذيب جمال بن إسماعيل وإحراقه حياً وسلب كل متعلقاته الشخصية، وضمن ذلك هاتفه الخلوي.