وجَّهت النائبة الديمقراطية إلهان عمر، الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انتقادات شديدة اللهجة لوعود زعيم الأغلبية الجمهورية كيفن مكارثي بقيادة جهود عزلها من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب؛ حيث ندّدت بوعوده على اعتبارها استمراراً لخطاب رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) الذي يتبناه الحزب الجمهوري.
إلهان قالت في تصريحٍ لها، حسب ما نشرته صحيفة Haaretz: "تبنّى الحزب الجمهوري منذ لحظة انتخابي مهمةً تعتمد على استخدام التخويف، وكراهية الأجانب، ورهاب الإسلام، والعنصرية لاستهدافي داخل مجلس النواب ومن خلال حملات دعائية بملايين الدولارات". وأضافت إلهان موضحةً: "سواء كنا نتحدث عن قيام مارجوري تايلور غرين بتصويب بندقية إلى رأسي في إعلانات الحملات أو تهديد دونالد ترامب بـ'إعادتي' إلى وطني (رغم حقيقة فخري بكوني مواطنة أمريكية لأكثر من 20 عاماً)، فإن نتيجة هذا السيل المتواصل من الكراهية هي أنني أصبحت ضحيةً أنا وعائلتي لمئات المؤامرات الموثقة والتهديدات بالقتل".
وزعمت عضوة الكونغرس من ولاية مينيسوتا أن الحزب الجمهوري "تساهل بانفتاح" مع معاداة السامية، وكراهية المسلمين، والعنصرية داخل الحزب. واستشهدت بتصريحات مكارثي السابقة عن محاولة المليارديرات اليهود شراء الانتخابات النصفية لعام 2018، وتصعيد النائب توم إمير المنتخب حديثاً إلى المرتبة الثالثة بين جمهوريي مجلس النواب.
كما أردفت إلهان: "يدعم مكارثي شخصيات مثل مارجوري وإمير وغيرهما، بدلاً من أن يفعل شيئاً للتصدي لخطاب العداء الصريح من جانب حزبه تجاه الأقليات الدينية. وإذا كان يريد علاج انتشار الكراهية، فعليه أن يبدأ بالاعتذار ويحرص على اعتذار الآخرين داخل حزبه أيضاً". كما حذرت من أن جهود مكارثي لا تتطرق للمشكلات التي تؤثر على ناخبيه مطلقاً.
وأضافت إلهان: "ولا تفعل جهوده شيئاً سوى نشر الخوف والكراهية ضد الأمريكيين من أصلٍ صومالي، وضد أي شخص يشاركني هويتي. كما أنها تزيد انقسامنا بطول مختلف الخطوط العرقية والإثنية. وهذا استمرارٌ للحملة المتواصلة ضد الأصوات الإفريقية والمسلمة، وهي الأصوات التي يحاول حزبه حظرها منذ ترشح دونالد ترامب للرئاسة لأول مرة".
بينما صرحت النائبة جان شاكوسكي لصحيفة Haaretz قائلة: "يبدو أن كيفن مكارثي لم يفهم أن الأمريكيين رفضوا التشدد اليميني بأغلبيةٍ ساحقة في صناديق اقتراع الانتخابات النصفية. وبدأ يبرهن فعلياً على عجزه عن التصدي لأكثر الجوانب المظلمة في حزبه عندما قام بترقية أشخاص مثل مارجوري تايلور غرين، صاحبة التاريخ المرعب على صعيد تأييد نظريات المؤامرة العنصرية والمعادية للسامية. ولست مصدومةً برغبة الجمهوريين في عزل المرأة المسلمة الوحيدة داخل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب".
ويُذكر أن إلهان قالت في تغريدةً كتبتها بتاريخ فبراير/شباط من عام 2019 إن دعم إسرائيل بين المشرعين الأمريكيين "يتعلق بالمال في الأساس". لكنها اعتذرت عن تلك التعليقات في أعقاب إدانتها على نطاقٍ واسع من نواب الحزبين، وأقرت بأنها تعلمت درساً عن "التاريخ المؤلم للعبارات المجازية المعادية للسامية". ولا شك أن دافع الحزب الجمهوري لحرمان إلهان من عضوية اللجنة كان جلياً منذ اتخاذ الديمقراطيين خطوةً نادرة ضد مارجوري، على خلفية عدد من تعليقاتها وتصرفاتها التحريضية. لكن الجمهوريين زعموا مرةً أخرى أن إلهان شبّهت الولايات المتحدة وإسرائيل بحماس وطالبان.
بينما اختتمت إلهان حديثها قائلة: "لن أتوقف عن النضال من أجل سياسات أكثر عدالة، ومساواة، وإنسانية.. ولن أتوقف عن الدفاع عن السلام وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.. ولن أتوقف عن النضال من أجل أمريكا خالية من التمييز بين الناس على أساس العِرق أو الدِّين".