أقر مؤتمر المناخ المنعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر، فجر الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنشاء صندوقٍ مكرسٍ لتمويل الأضرار المناخية اللاحقة بالدول "الضعيفة جداً"، وذلك بعد خلافات شهدتها المفاوضات بين الدول استمرت طوال الليل.
اعتُمد هذا القرار بالإجماع خلال جلسة عامة ختامية، وسط تصفيق من المندوبين، وجاء بعد أسبوعين من مفاوضات شاقة حول مطالبة الدول النامية بتعويضات من الدول الغنية التي تتسبب بتلوث المناخ، عن الأضرار الناجمة عن تداعيات التغير المناخي.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن المروجين لقرار إنشاء صندوق تمويل الأضرار المناخية، وصفوه بأنه "قرار تاريخي"، ورحّب محمد إدوو مدير منظمة "باور شيفت أفريكا" غير الحكومية، والداعم الكبير لإنشاء الصندوق، بالقرار قائلاً: "في بداية المباحثات لم تكن مسألة الخسائر والأضرار على جدول الأعمال حتّى. والآن دخلنا التاريخ".
شدد القرار على "الحاجة الفورية لموارد مالية جديدة وإضافية مناسبة، لمساعدة الدول النامية الأكثر ضعفاً"، إزاء التداعيات "الاقتصادية وغير الاقتصادية" للتغير المناخي.
من بين وسائل التمويل الممكنة إنشاء "صندوق للاستجابة للخسائر والأضرار"، وهو مطلب أساسي للدول النامية التي تكتلت حول هذا الملف.
من المقرر أن تحدد لجنة خاصة ترتيبات تطبيق القرار والصندوق، من أجل إقرارها خلال مؤتمر الأطراف المقبل (كوب28) في الإمارات العربية المتحدة نهاية 2023.
كانت مسألة الخسائر والأضرار قد فرضت نفسها في صلب النقاشات أكثر من أي وقت مضى، بعد الفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان ونيجيريا، وكادت هذه المسألة تُفشِل مؤتمر المناخ في شرم الشيخ.
أُدرجت هذه القضية في جدول الأعمال الرسمي في اللحظة الأخيرة، بسبب تحفظ الدول الغنية منذ فترة طويلة على إنشاء صندوق مكرس لها.
وسيطرت دعوات الدول النامية لمثل هذا الصندوق على المؤتمر المستمر منذ أسبوعين، ما أدى إلى تمديد المحادثات إلى ما بعد موعد الانتهاء، الذي كان مقرراً يوم الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
عقب الموافقة على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، دعت سويسرا إلى تعليق المحادثات لمدة 30 دقيقة من أجل إتاحة الوقت لدراسة النص الجديد للاتفاق الشامل، وتحديداً الصيغة المتعلقة بالجهود الوطنية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
كان المفاوضون قد أعربوا في وقت سابق عن قلقهم بشأن التغييرات التي يجري التفاوض بشأنها، وإزاء صياغتها في وقت متأخر جداً من العملية.
يُشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد حذّر السبت، 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، من استعداده للانسحاب من مفاوضات المناخ إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقٍ مرضٍ.
كان العام 2022 قد شهد كوارث عدة مرتبطة بالتغير المناخي، من فيضانات وموجات جفاف تؤثر في المحاصيل، وحرائق واسعة، وكان هدف مؤتمر المناخ زيادة التزامات حوالي 200 دولة مشاركة بالحد من هذه الآفة.