كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، مساء الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن قوات الأمن دهمت 14 منزلاً من أجل العثور على أحلام البشير مُنفذة التفجير بشارع الاستقلال في إسطنبول، وذلك خلال إجابته عن أسئلة وانتقادات النواب خلال مناقشات موازنة الوزارة لعام 2023.
قال صويلو: "دهمنا ما لا يقل عن 14 منزلاً، وكان الـ13 هو المنزل الذي اعتقدنا أننا سنجدها فيه، لكنه لم يكن كذلك، وانتابنا شعور سيئ، لأننا اعتقدنا أننا قد فقدنا أثرها ولن نمسك بها مرة أخرى، ولكن عثرنا عليها".
ووقع التفجير الإرهابي بشارع الاستقلال الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وأدى إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 81 آخرين.
فيما أعلنت مديرية الأمن العام في إسطنبول، أن منفذة التفجير اعترفت في أثناء التحقيق معها، بانتمائها إلى تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي/ بي واي دي" الإرهابي.
وبدأت الجمعة تتكشف تفاصيل الهجوم الذي استهدف شارع الاستقلال بوسط إسطنبول، وذلك بعد أن كانت النيابة العامة قد فرضت قيداً على تداول المعلومات والصور والفيديوهات.
تأخير عن الموعد المحدد
حيث كشفت وثيقة للنيابة العامة في تركيا، مساء الجمعة، أن المتهمة أحلام البشير كانت تعتزم تنفيذ التفجير بشارع الاستقلال في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أنها أجلته يوماً.
بحسب الوثيقة الصادرة عن النيابة العامة، بخصوص إحالة 17 مشتبهاً به في التفجير الإرهابي بشارع الاستقلال إلى المحكمة المناوبة في إسطنبول لحبسهم على ذمة التحقيق، فإن البشير تواصلت مع ياسر الكورالي الذي يعمل سائق سيارة أجرة غير مرخصة عقب جولتها الاستطلاعية الأولى، وتوجهت مرة أخرى إلى "تقسيم" بهدف الاستطلاع.
أضافت الوثيقة: "انتظر كورالي، البشير وبعدها أقلها إلى ورشة الخياطة، وأخيراً قرر كل من البشير و(الفار بلال) حسان التوجه إلى تقسيم في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، وتواصلا مع الكورالي ثم تخليا عن قرارهما وأجلا ذهابهما إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني، اليوم الذي وقع فيه التفجير".
فيديوهات جديدة
ونشرت الأناضول مشاهد جديدة توثق تحركات أحلام البشير، قبل وبعد تنفيذ تفجير شارع استقلال في إسطنبول، حيث أظهرت الفيديوهات نشرها نزول منفِّذة تفجير شارع استقلال في إسطنبول، من سيارة وقيامها بالتسوق من متجر قبل الهجوم.
ووفقاً لتسجيلات كاميرات مراقبة، فقد أظهرت وصول البشير إلى ساحة تقسيم بسيارة تجارية خفيفة يوم الهجوم، وقيامها بالتسوق في أحد المتاجر.
وثَّقت التسجيلات نزولها وبيدها حقيبة من المقعد الأمامي للسيارة، وانتقال المشتبه به بلال حسن من المقعد الخلفي والجلوس محلها، والذي فُقد أثره بعد توجهه إلى ولاية أدرنة الحدودية (شمال غربي تركيا).
كما تُظهر مشاهد أخرى، نشرت لاحقاً، لحظة لقاء الإرهابية بالموقوف جركس وتوجههما بالسيارة إلى منطقة كوجك تشكمجه، بعد وضع الحقيبة ووقوع الإنفجار.
اعترافات المشتبه بهم
ونشرت الأناضول إفادات لـ6 من المشتبه بهم في قضية التفجير، من أصل 17 أحيلوا للقضاء، وصدر أمر بحبسهم.
لدى استجواب أحدهم، ويدعى عمار جركس، في محكمة صلح الجزاء المناوبة الثالثة في إسطنبول، نفى معرفته بالمدعو بلال حسن، الذي رافق منفّذة التفجير حينما دخلت إلى تركيا. وأضاف أن يعمل سائق سيارة أجرة غير مرخصة، لافتاً إلى أن شخصاً يُدعى خليل منجي، مقيماً في مدينة القامشلي السورية، طلب منه نقل أحلام البشير.
أضاف "طُلب مني نقلها دون أن أدري أي شيء، والمكان الذي قُبض عليّ فيه هو منزل جارنا". مشيراً إلى أنه "عندما كنا في ذلك المنزل أردنا إبلاغ الشرطة عندما شاهدنا صورتها، لكن الشرطة جاءت قبل أن نقوم بالإبلاغ".
بدوره، قال المشتبه به محمود حاسو، إنه جاء حديثاً إلى تركيا، وعندما كانوا في المنزل، الذي ألقي القبض فيه على أحلام، جاءت المشتبه بها خديجة الكردي برفقة فتاة ذات بشرة سمراء، وأن قريبه سأل مَن تكون؟ فأجابت الكردي: "أحضرها ابني أحمد، ستذهب إلى خارج البلاد".
وزعم حاسو أنهم ذهبوا إلى المنزل المذكور لرؤية مولود امرأة تُدعى أمينة. وزعم أنه لم يكن يدرك أن الفتاة التي جاءت إلى المنزل هي من فجّرت القنبلة، وأنها كانت "ضيفة" ذلك المنزل ولم يتدخل هو في شيء، وفق الأناضول.
في الوقت ذاته، لفت حاسو إلى أنّ "عمار وبكار اتجها إلى المطبخ للحديث هناك بعد أن شاهدا بعض الأشياء في الهاتف، ومن ثم استدعيا زكريا محمد إلى الداخل".
وأضاف أنه بعد 10 دقائق سمع زكريا وهو يشتم، ويقول: "من تلك التي أحضرتموها إلى المنزل؟"، وأنهم بدأوا يصرخون على بعض. وأشار إلى أن قريبه، بينما كان يهم بالخروج، وقف عند الباب، فيما قال هو "أعطوني الهاتف، سأتصل بالشرطة".
لفت إلى أنه سمع عمار يقول: "انظر ربما ليست هي"، ومن ثم جاءت الشرطة وطرقت الباب، وأن قريبه قال لهم: "الفتاة هنا". وزعمت المشتبهتان بهما، هدير جركس وخديجة الكردي، أنهما كانتا في المنزل الذي قبض فيه على أحلام البشير، بهدف رؤية المولود، فيما زعم كل من المشتبهين محمد شيخو ومسعود حسو، أنهما كان في المنزل المذكور لفترة قصيرة لأخذ دواء.
وأشارت المحكمة إلى ضبط كل من المشتبه بهم عمار جركس، وهدير جركس، ومحمود حاسو، ومحمد شيزو، وزكريا محمد شموني، وبكار جركس وخديجة الكردي ومسعود حاسو، مع أحلام البشير، في المنزل نفسه بحي كناريا بمنطقة كوتشوك تشكمجه، ويعتقد أنهم "شركاء" في الجريمة.
كما لفتت المحكمة إلى أن المشتبه به زكريا محمد شموني تواصل مع مشتبه آخر موقوف في القضية نفسها، عبر تطبيق واتساب، وأن عمار جركس نقل بلال حسن، الذي كان يتحرك مع البشير، إلى أدرنة بسيارة، كي يهرب من هناك، وأنه تم العثور على مراسلات واتساب حول التفجير بحوزة جركس، وأنه أرسل إلى "البشير" مقطعاً صوتياً من أجل تغيير ملابسها.
تجدر الإشارة إلى أن 29 نائباً عاماً في نيابة إسطنبول، تولوا استجواب 49 مشتبهاً بهم في قضية تفجير شارع الاستقلال عقب إتمام إجراءاتهم في مركز الشرطة.
وقرر النواب العامون إحالة 17 مشتبهاً إلى المحكمة، بينهم الإرهابية أحلام البشير، مع طلب حبسهم احتياطياً على ذمة القضية بتهم "تقويض وحدة الدولة وسلامة الوطن"، و"القتل العمد"، و"محاولة القتل العمد"، و"المساعدة على القتل عمداً".
كما أحال النواب العامون 3 مشتبهين في القضية إلى المحكمة، مع طلب إطلاق سراحهم شرط إبقائهم تحت الرقابة القضائية، فيما قرر النواب العامون ترحيل 29 مشتبهاً إلى خارج البلاد.