اندلعت احتجاجات في الجامعات الإيرانية وبعض المدن، اليوم السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فيما حذر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي من أن "أعداء" الدولة ربما يحاولون حشد العمال، بعد الفشل في الإطاحة بالحكومة الإسلامية خلال الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وتكتسب الاحتجاجات، التي تمثل أحد أكثر التحديات جرأة التي تواجه زعماء إيران من رجال الدين منذ عقود، المزيد من الزخم؛ مما يزعج السلطات التي حاولت اتهام أعداء إيران في الخارج وعملائهم بتدبير الاضطرابات.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله: "حتى هذه الساعة، الحمد لله، هُزم الأعداء. ولكن الأعداء لديهم حيلة جديدة كل يوم، ومع هزيمة اليوم، ربما يستهدفون الطوائف المختلفة مثل العمال والنساء".
وأدى طلاب الجامعات والنساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات الميدانية المناهضة للحكومة، ولوحت بعض المتظاهرات بالحجاب وأحرقنه للتنديد بقواعد الزي الإسلامي الصارمة المفروضة على النساء.
واندلعت موجة من الاحتجاجات في سبتمبر/أيلول، بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها، بعدما اعتقلت لارتدائها زياً وُصف بأنه "غير لائق".
وامتدت الاحتجاجات إلى عمال قطاع الطاقة الحيوي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن المظاهرات التي نظمها العمال، التي نادت بشكل جزئي بمطالب مرتبطة بالأجور وظروف العمل، كانت محدودة.
في عام 1979 ساعد مزيج من الاحتجاجات الجماهيرية وإضرابات عمال النفط وتجار البازار (سوق طهران الكبيرة) على وصول رجال الدين إلى السلطة خلال الثورة الإسلامية.
من جانبها، ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، اليوم السبت، أن هناك إضرابات واعتصامات واحتجاجات في أكثر من 20 جامعة في العاصمة طهران ومدن كبيرة أخرى من بينها أصفهان وتبريز وشيراز ترفع شعار "الحرية، الحرية، الحرية".
ونشرت الجماعة الحقوقية الكردية (هنجاو) مقاطع فيديو تقول إنها تُظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص على محتجين في ديواندره؛ مما أسفر عن مقتل محتج. ولم يتسنّ لرويترز التحقق من المقاطع.
وقالت هرانا إن 402 من المحتجين قُتلوا في الاضطرابات حتى الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني من بينهم 58 قاصراً، مضيفة أن نحو 54 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضاً. وتابعت أن السلطات اعتقلت أكثر من 16800 شخص.
وأكتوبر/تشرين الأول الماضي، ذكرت وسائل إعلام رسمية، أن أكثر من 46 من أفراد الأمن قُتلوا من بينهم رجال شرطة. ولم يقدم مسؤولو الحكومة تقديراً لأي وفيات أخرى.
وعلى إثر ذلك، أصدر القضاء الإيراني المتشدد أحكاماً بإعدام خمسة محتجين، وقال إنه سيحاكم أكثر من ألفي شخص شاركوا في الاضطرابات، فيما يمثل تكثيفاً لجهود سحق المظاهرات المستمرة منذ أسابيع.