أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح ورضوض، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، جراء اعتداءات نفذها مستوطنون يتقدمهم النائب المتطرف إيتمار بن غفير، خلال احتفالهم بأعياد يهودية في البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وقال الناشط في متابعة الانتهاكات الإسرائيلية عارف جابر إن "آلاف المستوطنين بقيادة بن غفير، اقتحموا البلدة القديمة في الخليل، بحماية من الجيش الإسرائيلي، ونفذوا اعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم".
أضاف جابر للأناضول، أن "عشرات الفلسطينيين أصيبوا بجروح ورضوض عقب الاعتداء عليهم من قبل المستوطنين والجنود بالضرب والحجارة والزجاجات الفارغة، في أنحاء متفرقة من حارات البلدة القديمة".
وأردف أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل عدداً من الفلسطينيين في حارة جابر، كما اعتدى المستوطنون على المحال التجارية والمنازل والمركبات"، واصفاً الأوضاع في الخليل بأنها "مزرية جداً".
وأوضح أن "آلاف المستوطنين وصلوا إلى المدينة واقتحموا منذ الليلة الماضية البلدة القديمة بمناسبة الاحتفال بـ(سبت سارة)" وهو من الأعياد اليهودية.
فيما أفاد مراسل الأناضول، أن الجيش الإسرائيلي أقام عدداً من الحواجز والسواتر الحديدية وانتشر بكثافة في محيط البلدة القديمة في وقت سابق لتأمين اقتحامات المستوطنين.
إغلاق الحرم الإبراهيمي
ومساء الجمعة، أغلق الجيش الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، فيما انتشر آلاف المستوطنين داخله وفي محيطه.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، "اقتحام المستوطنين بقيادة بن غفير للبلدة القديمة من الخليل، وارتكابهم الاعتداءات العنصرية بحق الفلسطينيين والمنازل والمحلات التجارية، ورفعهم الشعارات العنصرية المعادية للفلسطينيين والعرب".
وحمّلت الخارجية، في بيان صحفي وصل الأناضول، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم وتداعياتها على ساحة الصراع، واعتبرتها دعوة علنية لتفجير ساحة الصراع وإدخالها في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها".
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية "بإدانة هذه الاعتداءات واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوقفها فوراً ومنع تكرارها".
كما دعت الدول كافة "لاعتماد منظمات المستوطنين الإرهابية ومن يقف خلفها على قوائم الإرهاب لديها ومنع قياداتها وعناصرها من دخول أراضيها، واتخاذ الخطوات القانونية والعقوبات والضغط على دولة الاحتلال لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها".
يقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة لسيطرة الاحتلال، ويسكنها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ عام 1994، قسّمت إسرائيل المسجد بواقع 63%، و37% للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصلياً.
كما قُسّمت المدينة بحسب اتفاق الخليل في 17 يناير/كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتي H1 وH2، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو، توصل وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بن غفير إلى اتفاق أولي لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية.