وقّعت 80 دولة إعلاناً في دبلن، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تتعهد فيه بالامتناع عن قصف المناطق المدنية، في أول مرة تتفق فيها دول على الحد من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
يمثل هذا الاتفاق الدولي ثمرة مفاوضات استمرت أكثر من ثلاث سنوات، ويهدف إلى مجابهة التأثير المدمر للهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية المهمة.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني، في بيان: "الإعلان السياسي الصادر اليوم يحدد إجراءات سيتم اتخاذها في العمليات العسكرية لتوفير مزيد من الحماية للمدنيين".
أضاف أن "تنفيذه سيغير طرق عمل الجيوش في المناطق المأهولة، ويشمل ذلك تعهداً بالحد من استخدام الأسلحة المتفجرة، أو الامتناع عن ذلك بالكلية عندما يكون من المتوقع أن يُلحق استخدامها ضرراً بمدنيين أو بأهداف مدنية".
ووقّع على الإعلان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
انتقادات للغرب
يقول منتقدون منذ فترة طويلة، إن تاريخ الغرب الطويل في قصف المناطق المدنية خلال الحروب يجعله عرضة للاتهام بالنفاق.
واستخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا أسلحة متفجرة ثقيلة في مدينة الموصل بالعراق في أثناء حملة عسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية انتهت في 2017، بينما شن حلف شمال الأطلسي حملة قصف استمرت 78 يوماً، على يوغوسلافيا في 1999.
وشهدت حروب بدول أخرى مثل إثيوبيا وسوريا واليمن قصفاً لمناطق مدنية.
لكن قوى عسكرية كبيرة مثل روسيا والصين وإسرائيل، لم تتبن الإعلان، وكذلك الهند.
والاتفاق التزام سياسي لكنه غير ملزم قانوناً ولا تترتب أي عقوبات على عدم تنفيذ الدول له.
وأشادت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالاتفاق لكنها قالت إنها مجرد البداية في عملية طويلة.
وقالت سبولياريتش: "يرسل (الاتفاق) إشارة قوية إلى أن الأطراف المتحاربة لا يمكنها مواصلة القتال في مناطق مأهولة كما تفعل الآن".