تتزايد التكهنات حول "الانهيار الوشيك" لمنصة تويتر، وسط التداعيات المستمرة منذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على الشركة؛ مما يدفع المستخدمين إلى التساؤل عن مستقبل تغريداتهم على منصة التواصل الاجتماعي، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
بعد أن قام ماسك بتسريح آلاف الموظفين، أبلغ العديد من المستخدمين عن علامات على أن النظام الأساسي ينهار في الوقت الحالي -من خلل بالصفحات الرئيسية إلى فشل في تسجيل الدخول- في حين يحث الباحثون بشدةٍ المستخدمين على تحميل أو أرشفة تغريداتهم في حالة انهيار موقع تويتر تماماً.
إنقاذ التغريدات على تويتر
بدورها، قالت كارولين سيندرز، باحثة الذكاء الاصطناعي والزميلة في مكتب مفوض المعلومات بالمملكة المتحدة: "إذا كان هناك شيء تهتم به على تويتر، فقد حان الوقت الآن لتصبح خبيراً مؤقتاً في إجراءات الأرشفة الرقمية".
والأرشفة الرقمية هي عملية حفظ المحتوى عبر الإنترنت للاستخدام المستقبلي، وقد توسعت بشكل مطرد منذ إطلاق الإنترنت، لكنها لا تزال موجودة في إطار عمل لا مركزي ومتفرِّق.
كانت هناك جهود لإنقاذ التغريدات على تويتر طوال 16 عاماً، إذ بدأت مكتبة الكونغرس الأمريكي في أرشفة جميع التغريدات في عام 2007، لكنها أوقفت العملية في عام 2017، بسبب الحجم المتزايد للمنصة. وتقوم الآن بحفظ محتوى المنصة "على أساس انتقائي".
في الوقت ذاته، تزداد احتمالية حفظ التغريدات من الحسابات المؤثرة، إذ تحتفظ إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأمريكية بمحتوى جميع حسابات تويتر الحكومية الفيدرالية، وفقاً لمتحدث من مكتبة الكونغرس.
فيما قام نشطاء ووسائل إعلام ببناء أنظمة التتبع الخاصة بهم، مع خدمة Politiwoops، وهي خدمة تتعقب التغريدات المحذوفة من المسؤولين العموميين، وخدمة PolitiTweet، التي تهدف إلى "إبقاء أصحاب النفوذ مسؤولين" من خلال مراقبة وأرشفة التغريدات من المشاهير والسياسيين والشخصيات العامة.
المستخدمون العاديون يبحثون عن الأرشفة
ولكن ماذا عن مستخدم تويتر العادي، الذي لم تُعتبَر تغريداته موضع اهتمام إلا لمن يعرفه؟ إذ غرد العديد من المستخدمين في الأيام الأخيرة بأنهم يسعون إلى أرشفة تغريدات أحبائهم الذين ماتوا.
وكتب أحد المستخدمين: "هل من الممكن تنزيل أرشيف خاص بشخص آخر؟ لا تزال تغريدات أختي تُنشر منذ ست سنوات وأعيد قراءتها عندما أفتقدها". وقال آخر: "توفي أحد أصدقائي المقربين في العام الماضي، وعندما أمضي يوماً سيئاً، ما زلت أذهب وأجده على تويتر وأضحك على تغريداته الساخرة. سيكون من المفجع أن تختفي تغريداته".
يعد أرشيف الإنترنت، وهو مؤسسة غير ربحية تأسست في عام 1996، أكبر أرشيف عام على الإنترنت ويقدم أدوات متاحة للجمهور لتحميل المحتوى وحفظه عبر الإنترنت. وقد أرشف بالفعل 625 مليار صفحة ويب، من ضمنها عدد من التغريدات.
لكن العديد من المنصات لا تجعل حفظ المحتوى أمراً سهلاً في حالة انهيارها، وتويتر ليس استثناءً، كما قال جيسون سكوت، أمين أرشيف النطاق المجاني في أرشيف الإنترنت، والذي عمل على أرشفة أجزاء من تويتر على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية.
وأضاف سكوت: "يكشف هذا عن مشكلة صعبة على المستويين الثقافي والهندسي وعلى مستوى التكلفة كذلك. معظم الشركات لا تضع في اعتبارها معدل الوفيات الخاصة بها في التعليمات البرمجية أو التصميم الهندسي".
قد يبدو أرشيف تويتر مختلفاً تماماً عن الإصدار عبر الإنترنت، إذ إن العديد من أدوات تنزيل التغريدات لا تحفظ الوسائط المضمنة معها أو الردود عليها. والحجم الهائل للمشاركات على تويتر يجعل من الصعب أرشفتها بشكل خاص.
ومنذ أن نشر مؤسس تويتر، جاك دورسي، أول تغريدة في عام 2006، أُنشِئت مليارات المنشورات على موقع المدونات الصغيرة (بمعدل 6 آلاف تغريدة في الدقيقة على مستوى العالم).