قال شهود إن الشرطة التونسية أطلقت الغاز المسيل للدموع، الجمعة، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لتفريق محتجين في جربة، جنوب البلاد، حاولوا الوصول لجزيرة جربة، مكان انعقاد القمة الفرانكفونية.
وكان المحتجون، الذين يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم بعد غرق مركب يقلّهم إلى أوروبا الشهر الماضي، يسعون للوصول الى جزيرة جربة للاحتجاج على ما قالوا إنه تجاهل المسؤولين لمأساتهم.
ويأتي وسط احتجاجات تشهدها جرجيس منذ أسابيع يشارك آلاف بها التونسيين، بمسيرة في مدينة للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم المفقودين في البحر المتوسط منذ أكثر من شهر.
وأثناء المسيرات رفع الأهالي شعارات منددة بما وصفوه بأنه "تقصير الحكومة" في معالجة أزمة القارب المنكوب، مثل: "وينهم جثث ذريتنا"، و"جرجيس تطالب بالحقيقة"، و"وين نتيجة التشريح" كما رفع بعض الأهالي نعشاً فارغاً للدلالة على مواصلتهم البحث عن أبنائهم في البحر المتوسط.
وفي 21 سبتمبر/أيلول الماضي، فُقد الاتصال بمركب هجرة غير نظامية في البحر المتوسط، كان يحمل 18 شخصاً، أغلبهم من أهالي جرجيس.
وخلال الأيام الماضية، فتحت السلطات تحقيقاً قضائياً في قضية القارب المفقود، وفُتح عددٌ من القبور في مقبرة حدائق إفريقيا، وأُخذت عينات من الجثث للتأكد من هويتها.
ومنذ نحو شهر، تشهد جرجيس حالة احتقان، خاصة بعد اتهام الأهالي للسلطات بالتراخي في البحث عن أبنائهم المفقودين في البحر، إضافة إلى دفن 4 جثث في مقبرة حدائق إفريقيا (مخصصة لدفن الجثث مجهولة الهوية) دون التثبت من هوياتهم.
وتم انتشال 14 جثة فقط من البحر، وجرى التأكد من هويات 6 ممن كانوا على متن القارب.
وبلغ إجمالي عدد المفقودين في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، 544 شخصاً، وفقاً لأرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
ويأمل المهاجرون غير النظاميين في الحصول على حياة أفضل في أوروبا، هرباً من حروب وصراعات مسلحة وأوضاع اقتصادية صعبة في دولهم.