طلب الرئيس الجديد لشركة "تويتر"، الملياردير إيلون ماسك، من الموظفين في الشركة العملاقة، الاختيار بين أن يكونوا "ملتزمين جداً" عبر العمل لساعات طويلة، أو خسارة وظائفهم بحلول يوم الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك بعدما أصدر ماسك قرارات بتسريح آلاف الموظفين.
وسائل إعلام أمريكية ذكرت فحوى تهديد ماسك بحسب ما أظهرته مذكرة داخلية، وذلك في وقت يتعرض فيه ماسك لانتقادات كثيرة بسبب التغييرات الجذرية التي أحدثها في الشركة التي اشتراها بمبلغ 44 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
كتب ماسك في المذكرة الداخلية: "للمضي قدماً، سيتوجب علينا أن نكون ملتزمين جداً، من أجل بناء تويتر 2.0 خارق والنجاح في عالم يتزايد فيه التنافس"، وأضاف: "سيعني هذا العمل لساعاتٍ أطول وبكثافة عالية. الأداء الاستثنائي فقط هو الذي سيشكّل درجة النجاح"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
طُلب من الموظفين الدخول إلى رابط لتأكيد التزامهم بـ"تويتر الجديد"، بحلول الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الخميس المقبل، وفي حال عدم دخولهم إلى الرابط، سيخسرون وظائفهم تلقائياً، وسيحصلون على ثلاثة أشهر من تعويض نهاية الخدمة.
لم يصدر أي تعليق من تويتر على ما نشرته وسائل الإعلام حول المذكرة الداخلية، حتى مساء يوم الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كان ماسك قد طرد 50% من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500 شخص، وألغى سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل، وفرض ساعات عمل طويلة، بينما قوبلت محاولاته لإصلاح تويتر بفوضى وتأخير.
ومنذ استيلاء ماسك على تويتر، أدت محاولاته المتعثرة لتجديد خاصية العلامة الزرقاء للتحقق من المستخدم، من خلال خدمة اشتراك مثيرة للجدل، إلى إنشاء عدد كبير من الحسابات المزيفة، ودفعت كبار المعلنين إلى الابتعاد عن المنصة.
في هذا الصدد أعلن ماسك، الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تأجيل إطلاق الاشتراك المدفوع الجديد على تويتر حتى 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
قبل استحواذ ماسك- وهو أيضاً رئيس شركة تسلا- على تويتر في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، كانت المنصة تتيح خاصية "العلامة الزرقاء" لتوثيق حسابات المؤسسات والأشخاص المعروفين مجاناً، ومن ناحية أخرى، كانت تقدم اشتراكاً مدفوعاً يتضمن خيارات إضافية، تحت اسم "تويتر بلو".
لكن ماسك أطلق بصورة أحادية، إصلاحاً لهذا الاشتراك يتضمن أيضاً توثيق الحسابات، ما يتيح لجميع المستخدمين الحصول على هذه الخاصية بغض النظر عن شهرتهم على الشبكة، مقابل ثمانية دولارات شهرياً.
كانت لماسك قرارات أخرى مثيرة للجدل، إذ غيّر الملياردير بسرعةٍ ثقافة الشركة، بينما لم يكن من المعتاد في السابق أن يتحدى الموظفون القيادة علناً في تويتر.
تحدث الموظفون غالباً عن اعتراضاتهم علناً عبر قنوات برنامج Slack الداخلية وعبر البريد الإلكتروني قبل ظهور ماسك، وفي بعض الأحيان ينشرون انتقادات أو مخاوف للشركة بأكملها.
يقول الموظفون الحاليون والسابقون إنَّ التغييرات التي أجراها ماسك أدت إلى نقص في التواصل الداخلي فيما يتعلق بمن هو المسؤول وما هي أولويات الشركة.
من جهته، عاقب ماسك، مهندسين في الشركة بعدما انتقدوه علناً على الشبكات الاجتماعية، على الرغم من أنه أطلق على نفسه لقب "المناصر لحرية التعبير المطلقة".
كذلك قرر ماسك، وقف وجبات الغداء المجانية للعاملين في المنصة؛ لتوفير 13 مليون دولار، زاعماً أن الناس الذين يعدون الوجبات أكثر من الذين يأكلونها.