حذَّر جيمس كاسون، السفير البريطاني السابق في القاهرة، الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حكومة بلاده من أن النظام في مصر "سيحسُّ الضعف" في تصريحات وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي الصادرة مؤخراً بشأن الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح.
صحيفة The Independent البريطانية أوضحت أن كاسون اتهم وزيرَ الخارجية البريطاني بـ"الحديث عن الأمر كأنه مجرد خلاف إجرائي بين دولتين صديقتين"، وحثَّ الحكومة البريطانية على تجاوز مرحلة "الطلبات المهذبة"، وجعل قضية الناشط الحاصل على الجنسية البريطانية "بمنزلة القضية الحاسمة" في علاقتها مع القاهرة.
مصر "تتلاعب بالوقت"
قال الدبلوماسي السابق إن "مصر تتلاعب بالوقت وتعوِّل على فقدان وزراء بريطانيا الاهتمام، وكونهم جميعاً يكتفون بالحديث"، وأبدى امتعاضه من أن وسائل النظام المصري "يبدو أنها ستنجح" في التخفيف من أهمية الأمر وتجاوزه.
كان علاء عبد الفتاح، أحد رموز الانتفاضة المصرية في عام 2011، قرَّر تصعيد إضرابه الأسبوع الماضي مع وصول زعماء العالم إلى شرم الشيخ لحضور مؤتمر المناخ (Cop27) لتسليط الضوء على محنة احتجازه والمطالبة بزيارات قنصلية.
على الرغم من إثارة وزير الخارجية البريطاني، ريشي سوناك، لقضية الناشط مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي، فقد أصرت السلطات المصرية على منع محاميه مراراً من زيارته في السجن، حتى بعد أن أعلنت صراحة أنها "أخضعته لتدخلٍ طبي".
بينما قالت عائلة علاء عبد الفتاح الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني إنها تلقت بحذر رسالة مكتوبة بخط يده "تثبت كونه على قيد الحياة"، ثم تسلمت في اليوم التالي رسالة أخرى من سلطات السجن يطمئنهم فيها بأنه "عاد إلى شرب الماء" وأنهى إضرابه عن الطعام.
كما تعهد علاء في الرسالة (المكتوبة في ظروف غامضة) "بإخبار عائلته بكل شيء يوم الخميس" خلال الزيارة الشهرية لعائلته له في السجن.
ضغط بريطاني للإفراج على علاء عبد الفتاح
كان كاسون، الذي شغل منصب سفير بريطانيا في القاهرة من 2014 إلى 2018، حذَّر قبل ظهور الرسالة الثانية من أن "الأمور لا تزال منذرة بالسوء"، وتوقع أن السلطات المصرية تنتظر حتى يهدأ الضغط الدولي.
وقال كاسون في لقاء مع برنامج Today على محطة BBC Radio 4 الإذاعية: "انحدرت الأمور من تصريح وزير الخارجية الذي كان يقول قبل 12 يوماً إنه يعمل (بلا كلل) من أجل إطلاق سراح علاء عبد الفتاح، إلى قوله أمس إنه لا يزال مهتماً بالقضية، والحديث عنها كأنها مجرد خلاف إجرائي بين دولتين صديقتين".
قال كليفرلي لنواب مجلس العموم البريطاني الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني إن "الخلاف في الرأي" بين السلطات المصرية والبريطانية مداره أن القاهرة ترفض الإقرار بحصول عبد الفتاح على الجنسية البريطانية.
اضطهاد يومي يتعرض له "مواطن بريطاني"
كما صرَّح لبرنامج Today صباح اليوم نفسه بأن بريطانيا "أبرزت اختلافها مع ذلك" على كل مستويات الحديث مع السلطات المصرية. لكن كاسون حذَّر من "إهدار الوقت في النقاش بشأن ما تثيره السلطات المصرية" حول جنسية علاء عبد الفتاح، وقال إن ذلك ليس إلا "تلاعباً بالعقول".
حيث قال: "يجب أن نوضح أن هذا اضطهاد يومي يتعرض له مواطن بريطاني على يد المسؤولين المصريين أنفسهم الذين يتحدث إليهم وزير الخارجية، ومن ثم إذا أردنا إنقاذ حياته، فيجب أن نظهر لهم أنه كلما طالت مدة هذا الاضطهاد، ستزيد خطورة الأمر ولن تخف أهميته".
اتهم كاسون الحكومة البريطانية أيضاً بأنها "ترسل رسائل شديدة التضارب"، وحثَّ الوزراء على "توضيح العواقب إذا لحق أي ضرر آخر بعبد الفتاح".
وقال: "أريد أن أرى وزير الدفاع (البريطاني) يرفع سماعة هاتفه ويقول [للسلطات المصرية] إن هذه القضية اختبار لشراكتنا؛ لأن النظام المصري نظام عسكري لا يأخذ ما تقوله على محمل الجدية إلا إذا استخدمت هذه القنوات العسكرية" في حديثك معه.