أعلنت وزيرة الدولة البلجيكية للجوء والهجرة، نيكول دي مور، الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وضع الإمام المغربي حسن إيكويسن، الذي يطالب به القضاء الفرنسي بعد تهرّبه من أمر بالطرد، في مركز مغلق بهدف ترحيله من الأراضي البلجيكية.
دي مور قالت في بيان، إن "الرجل خسر حقه في الإقامة بفرنسا، ويجب أن يعود إلى بلده الأصلي"، موضحةً أنه تم "وضعه في مركز مغلق للعودة، من أجل إبعاده من الأراضي البلجيكية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشارت الوزيرة أيضاً إلى أن إيكويسن "لا يعطي أي إشارة إلى أنه يرغب في العودة طوعاً، والسلطات الفرنسية ما زالت تطالب بهذا الشخص؛ لتتمكن من إعادته إلى المغرب"، مشيرةً إلى أنه "ليس لديه تصريح للإقامة على الأراضي البلجيكية (…) نبقى على تواصل مع فرنسا للسماح بإبعاده".
كان القضاء البلجيكي قد رفض الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، للمرة الثانية، تسليم الإمام إلى فرنسا، بموجب مذكرة توقيف أوروبية.
كذلك أكدت المحكمة البلجيكية قراراً صادراً عن محكمة تورناي الابتدائية في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقال نائب المدعي العام، فرانسوا ديمولين، إن "المحكمة تعتبر أن الوقائع التي تستند إليها مذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة في 31 أغسطس/آب 2022، لا تشكل جريمة بموجب القانون البلجيكي".
أضاف ديمولين أنه "نتيجة لذلك، لم يتم تنفيذ مذكرة التوقيف الأوروبية كما كانت المحكمة قد قررت"، فيما قال محاميا الإمام إيكويسن، لوسي سيمون ونيكولا كوهين: "إنه انتصار للقانون".
يعتبر محاميا الإمام أن التهمة التي وجّهتها فرنسا إلى موكلهما (التهرب من تنفيذ قرار الترحيل) غير موجودة في القانون البلجيكي، وهو شرط كي يتمّ تنفيذ مذكرة توقيف أوروبية.
كانت السلطات البلجيكية قد أوقفت في 30 سبتمبر/أيلول 2022، الإمام المغربي إيكويسن، الملاحق من قبل فرنسا بسبب تصريحات اعتُبرت "مخالفة لقيم الجمهورية".
توارى الإمام عن الأنظار منذ قرار مجلس الدولة في فرنسا السماح بطرده في نهاية أغسطس/آب 2022، ثم صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه عن قاض للتحقيق في فالنسيان بتهمة "التهرب من تنفيذ قرار الترحيل".
كان الإمام قد أثار جدلاً للمرة الأولى في 2004، بسبب تصريحات اعتُبرت معادية للسامية في خطاب ألقاه حول فلسطين، واعترف لاحقاً بأن "تعليقاته غير لائقة" واعتذر.
يتابع ما لا يقل عن 178 ألف مشاركٍ قناته على منصة يوتيوب، حيث يلقي من خلالها دروساً وخطباً حول الإسلام في الحياة اليومية، من الفقر إلى العنف وغيره.
إيكويسن وُلد في فرنسا، وقرَّر عندما بلغ سن الرشد ألَّا يطلب الجنسية الفرنسية، وهو يقول إنه تخلَّى عنها في سن السابعة عشرة تحت تأثير والده، ثم حاول عبثاً استعادتها، في حين أن أولاده الخمسة وأحفاده الـ15 فرنسيون يقيمون في شمالي فرنسا.