قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الرئيس جو بايدن لا يعتزم عقد اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عندما تجتمع مجموعة العشرين، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والرياض توتراً.
سوليفان أدلى بهذه التصريحات للصحفيين، في الوقت الذي غادر فيه بايدن قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب27) في مصر، لحضور القمة السنوية بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقمة شرق آسيا في كمبوديا.
وقال سوليفان: "أعتقد أنه (محمد بن سلمان) سيذهب، لكني لا أعرف على وجه اليقين، لذا أعتقد أنه سيتعين عليك مراجعة الأمر مع الحكومة السعودية، ليس لدينا أي خطط لعقد اجتماع مع محمد بن سلمان".
أضاف المستشار: "لقد قلت على المنصة إنه من المحتمل أن ينتهي بنا المطاف بلقاءات ثنائية أخرى ونحن نمضي قدماً، هناك عدد من القادة الآخرين، هناك شولز وماكرون ومودي وأردوغان وألبانيز".
تابع سوليفان قائلاً: "كما تعلمون فإن تخميني على وجه الخصوص هو أنه مع تكشّف الأمور في بالي، فإن احتمالات الاجتماعات الإضافية قد ترتفع"، وفقاً لما أوردته شبكة "سي إن إن".
ستُعقد قمة مجموعة العشرين من 14 إلى 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتأتي في وقت يعاني فيه العالم من مشكلات اقتصادية كبيرة أبرزها التضخم.
كان بايدن قد التقى مع الأمير محمد بن سلمان، في يوليو/تموز 2022، لكن العلاقات توترت بعدما خفضّت مجموعة أوبك+ بقيادة السعودية إنتاج النفط، في ضربة لجهود إدارة بايدن لاحتواء أسعار الغاز المحلية والتضخم.
هاجمت واشنطن "أوبك +"، واتهمتها بالانحياز إلى روسيا، فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن البيت الأبيض يدرس إجراءات إبطاء المساعدات العسكرية المقدمة إلى السعودية، بما في ذلك تأخير تسليم شحنات من صواريخ باتريوت، كجزء من إجراءات عقابية ضد المملكة؛ رداً على قرار خفض إنتاج النفط.
كذلك تعهد الرئيس جو بايدن، الذي شعر بالقلق من ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي أُجريت في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بفرض "عقوبات" على السعودية لانحيازها لروسيا في تقليص الإنتاج.
في حين لم يعلن البيت الأبيض أي جدول زمني لإتمام مراجعة السياسة الخاصة بالمملكة، التي أكدت أن قرارها بخفض الإنتاج ليس "سياسياً".
في الكونغرس الأمريكي أيضاً، دعا الديمقراطيون، الذين ينتمي إليهم بايدن، إلى انسحاب القوات الأمريكية من السعودية، وتحدثوا عن استعادة أسلحة.
في موازاة ذلك، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، للتلفزيون السعودي، في أكتوبر/تشرين الأول 2022: "أولاً وأخيراً يهمنا مصالح المملكة العربية السعودية، ثم مصالح الدول التي وثقت بنا، وكانت ولا تزال أعضاء في أوبك وتجمع أوبك+".
يُذكر أن العلاقات توترت بين أمريكا والسعودية بعد وصول الرئيس بايدن إلى السلطة، وبعد أسابيع من توليه الرئاسة أصدرت واشنطن تقريراً يربط بين مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
نفى الأمير، نجل الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاماً، أن يكون قد أصدر أمر القتل، وكانت رحلة بايدن إلى جدة في السعودية، في يوليو/تموز 2022، لحضور قمة خليجية، تهدف لإصلاح العلاقات، لكنه وجه أيضاً انتقادات لولي العهد بشأن مقتل خاشقجي.