منعت السلطات المصرية مديراً بارزاً في منظمة حقوق إنسان دنماركية من دخول البلاد لحضور حدثٍ على هامش الدورة الـ27 من مؤتمر تغير المناخ التابع للأمم المتحدة، وقامت بترحيله من المطار، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ يشغل جورجيو كاراتشيولو منصب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة DIGNITY لمناهضة التعذيب، وجرى ترحيل كاراتشيولو من مطار القاهرة الدولي صباح الخميس، العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب بيان المنظمة.
حسب "ميدل إيست آي" كان من المقرر أن يلتقي كاراتشيولو نشطاء حقوق الإنسان في القمة المنعقدة بشرم الشيخ، وسافر إلى مصر حاملاً تأشيرة دخول سارية مع اعتمادٍ لحضور المؤتمر كممثلٍ عن منظمةٍ أهلية.
فيما قال كاراتشيولو في تصريحٍ له من مطارٍ بباريس: "حصلت على ختم الدخول في جواز سفري. لكنهم استدعوني مرةً أخرى قبل أن أخطو خطوتين إلى داخل البلاد. ومن الواضح أن شيئاً ما قد ظهر على شاشة الكمبيوتر".
وأردف المواطن الإيطالي أنه لم يحصل على سببٍ للرفض، حيث كتب في سلسلة تغريدات على تويتر: "قمة كوب 27 جاريةٌ الآن. وفتح النظام المصري أبوابه أمام العالم، لكنه أبقى بعض الأبواب مغلقة".
يُذكر أن كاراتشيولو تعرّض للاحتجاز التعسفي من قبل لمدة ثلاث ساعات داخل مطار القاهرة، مع مصادرة هاتفه وحاسوبه المحمول، وفقاً للمنظمة. لكن السلطات سمحت له بدخول البلاد لاحقاً في تلك المرة.
فيما تساءل كاراتشيولو قائلاً: "لماذا لم يتركوني كبقيَّة نشطاء حقوق الإنسان الذين سُمح لهم بدخول البلاد هذه الأيام (وهذه الأيام فقط)؟ هل السبب هو أن المنظمة التي أمثِّلها تركز على أكثر الأدوات التي يستخدمها النظام ترهيباً، وهي أداة التعذيب والعنف؟ أم هل السبب هو قولنا إن التعذيب في البلاد ليس منهجياً فقط، بل نظامي أيضاً؟ أي إن رجل الشرطة يتحمل مسؤولية التعذيب بقدر النظام القضائي، والمدعين العامين، وأعلى مستويات الأجهزة الحاكمة.
وتابع: "أم هل السبب هو كوني إيطاليّاً؟ وربما يشعرون بالقلق من أن أحاول تسليم إخطارات المحاكمة لأربعة من الضباط ذوي الرتب العالية، الذين تجري محاكمتهم في إيطاليا بتهمة قتل الباحث جوليو ريجيني".
يُذكر أن ريجيني كان طالب دكتوراه إيطاليّاً في جامعة كامبريدج، وكان يُجري بحثاً حول النقابات المستقلة بمصر. واكتُشِفَت جثته في يناير/كانون الثاني عام 2016، بعد تركه شبه عارٍ على جانب طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي. وظهرت على جثته آثار تعرضه للضرب، والحرق، والطعن قبل كسر عنقه نتيجة ضربه من الخلف بأداة ثقيلة وغير حادة.
كما أشار الموقع البريطاني إلى أن مؤتمر "كوب 27" ينعقد في شرم الشيخ خلال الفترة من السادس وحتى الـ18 من نوفمبر/تشرين الثاني، وسط قيود مشددة على حق التجمع السلمي وحرية التعبير.
حيث تُشير التقديرات إلى اعتقال 60 ألف سجينٍ سياسي على الأقل في مصر منذ عام 2013، بعد إطاحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمحمد مرسي، أول رئيسٍ منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد.