تمكنت النائبة الديمقراطية المسلمة إلهان عمر، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، من الاحتفاظ بمقعدها بمجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي لتمثيل منطقة الكونغرس الخامسة في ولاية مينيسوتا لولاية ثالثة، فيما فاز لأول مرة عضو بالكونغرس ينتمي إلى جيل "زد" بمقعد في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي.
عمر تمكنت من هزيمة منافستها الجمهورية سيسلي ديفيس، حيث حصلت البرلمانية المسلمة التقدمية على 75%، وقالت عمر إنها ستعطي الأولوية للسياسات الخارجية والإسكان والعمل والبيئة في ولايتها الثالثة.
فيما حقق الشاب الأمريكي ماكسويل فروست، البالغ من العمر 25 عاماً، فوزاً على الجمهوري كالفين ويمبيش، بعد فترة وجيزة من إغلاق صناديق الاقتراع، ليصبح بذلك أول شخص من جيل "زد" يدخل الكونغرس.
وكتب فروست على تويتر "لقد فزنا"، مضيفاً "صنعنا التاريخ لسكان فلوريدا وللجيل زد ولكل شخص يؤمن بأننا نستحق مستقبلاً أفضل".
وسينضم فروست الأمريكي من أصل إفريقي الذي نشأ على يد أُم بالتبني من أصل كوبي إلى غالبية من المشرعين من ذوي البشرة البيضاء والشعر الرمادي في مجلس النواب الأمريكي، حيث معدل الأعمار 58 عاماً، وفق "فرانس برس".
وقال المرشح لوكالة فرانس برس في أورلاندو، الشهر الماضي، خلال الحملة الانتخابية: "نحن بحاجة إلى هذا التمثيل في الكونغرس، حتى تكون لدينا حكومة تشبه بلادنا، وتشعر بما تعانيه هذه البلاد".
وعمل فروست على سيارة أوبر خلال الحملة لتغطية نفقاته، وتحالف مع التقدميين في الحزب الديمقراطي، مركّزاً في حملته على العدالة الاجتماعية ومكافحة التغير المناخي. وقال إنه سيستخدم منصبه في واشنطن للبحث عن حلول للعنف المسلح في الولايات المتحدة.
وكان فروست يبلغ 15 عاماً في عام 2012، عندما أصيب بالصدمة جراء إطلاق نار جماعي في مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية، ومِثل العديد من زملائه قرَّر بعد ذلك الانخراط في النشاط المدني. وأصبح فروست في وقت لاحق ممثلاً لمنظمة "مارش فور آور لايفز"، وهي مجموعة طلابية قادت تظاهرة ضخمة عام 2018 ضد العنف المسلح.
وفي نيوهامشير مرشحة أخرى أيضاً عن الجيل "زد" هي كارولين ليفيت، البالغة 25 عاماً، والتي تخوض السباق للوصول إلى الكونغرس، لكنها تنتمي إلى الطرف الآخر، إذ تعتبر نفسها مؤيدة فخورة للرئيس السابق دونالد ترامب، وتنادي بخفض الضرائب والتشدد عند الحدود. وحالياً الجمهوري ماديسون كوثورن، الذي يبلغ 27 عاماً، هو أصغر عضو في الكونغرس.
والجيل "زد" يأتي بعد جيل الألفية، وهم مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية
الثانية، ويتميز أفراده بقدراتهم في استخدام التكنولوجيا والتكيف معها.
النتائج الأولية
مع إغلاق صناديق الاقتراع في 6 ولايات أمريكية، أظهرت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تقدماً للحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي، مقابل احتدام المنافسة مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
من شأن هذه النتيجة في مجلس النواب أن تقلص سلطة الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن، وتُعطل جدول أعماله التشريعي في البلاد.
رغم استمرار فرز الأصوات فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن كفة الحزب الجمهوري أصبحت هي الأقوى بمجلس النواب، فحتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أظهرت النتائج حصول الجمهوريين على 176 مقعداً، مقابل 139 مقعداً للديمقراطيين.
أما في مجلس الشيوخ فتبدو المنافسة أشد، فتشير النتائج الحالية إلى حصول الديمقراطيين على 47 مقابل 46 مقعداً لمنافسيهم الجمهوريين. إذ تبدو السباقات المحورية في ولايات بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا متعادلة. وقد ينتهي السباق في جورجيا في جولة الإعادة، في السادس من ديسمبر/كانون الأول.
ويسيطر الديمقراطيون حالياً على مجلس الشيوخ المكوّن من 100 مقعد، مع قدرة كامالا هاريس، نائبه الرئيس، على حسم أي تعادل في ظل تقاسم الحزبين مقاعده.
يذكر أن الانتخابات تجري على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ وجميع مقاعد مجلس النواب، البالغ عددها 435، والجمهوريون الأوفر حظاً إلى حد بعيد في الفوز بالمقاعد الخمسة التي يحتاجونها للسيطرة على مجلس النواب، لكن السيطرة على مجلس الشيوخ قد تنحصر في سباقات محتدمة في بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا، وثمة تنافس أيضاً على منصب الحاكم في 36 ولاية.
لكن الأهم من ذلك هو أن هذا الرقم يمكن أن يتغير، في ظل عدم حسم 200 مقعد من أصل 435 في مجلس النواب، منها مقاعد لنواب جمهوريين حاليين غير أقوياء.
وأشارت النتائج المبكرة إلى أن الديمقراطيين سيتجنبون هزيمة منكرة كان يخشاها البعض في الحزب، بالنظر إلى تراجع شعبية بايدن وإحباط الناخبين بسبب التضخم.
كما تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البسيطة للجمهوريين في مجلس النواب ستكون قادرة على عرقلة أولويات بايدن، ريثما يشرعون في تحقيقات بشأن إدارته وعائلته، والتي قد تكون لها تأثيرات سياسية مدمرة.