حثّ الملياردير الأمريكي، المالك الجديد لموقع تويتر، إيلون ماسك، الأمريكيين على اختيار الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي تجري الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك لإحداث توازن مع الديمقراطيين بقيادة الرئيس جو بايدن.
تُعد هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها رئيس تنفيذي لواحدة من شركات التواصل الاجتماعي الكبرى موقفاً صريحاً في هذا الصدد.
ماسك قال في تغريدة، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لمتابعيه الذين يزيد عددهم عن 110 ملايين، إن "السلطة المشتركة تكبح أسوأ تجاوزات كلا الحزبين، لذلك أوصي بالتصويت للجمهوريين في الكونغرس، بالنظر إلى أن الرئاسة ديمقراطية".
أضاف ماسك في تغريدة أخرى أن "المتشددين من الديمقراطيين أو الجمهوريين لا يصوتون قط للجانب الآخر، لذا فإن الناخبين المستقلين هم من يحددون الفائز".
أشار ماسك أيضاً إلى أنه "منفتح على فكرة التصويت للديمقراطيين مرة أخرى في المستقبل"، وقال إنه تاريخياً كان مستقلاً وصوّت للديمقراطيين.
يتناقض موقف ماسك هذا بشدة، مع ما قاله في أبريل/نيسان 2022، بأنه لكي تستحق تويتر "ثقة الجمهور، يجب أن تكون محايدة سياسياً".
يأتي هذا بينما يُعد الجمهوريون الأوفر حظاً في الفوز بأغلبية في مجلس النواب، فيما يرجح خبراء تعادل كفة الحزبين في مجلس الشيوخ، إذ يسيطر الديمقراطيون حالياً على كلا المجلسين.
كان ماسك، وهو حالياً أغنى شخص بالعالم والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قد استحوذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار، في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، ليشرع في إجراء تغييرات جذرية، منها إقالة نصف الموظفين، وخطة لفرض رسوم على علامات التحقق الزرقاء.
كذلك أدى موقفه المطلق من حرية التعبير إلى تحذير بعض الجماعات من زيادة المعلومات المضللة، وجعل بعض المعلنين يسحبون إنفاقهم.
انتقد ماسك إدارة بايدن والديمقراطيين لمقترحاتهم بفرض ضرائب على المليارديرات.
بدوره، انتقد بايدن الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ماسك، وقال إنه اشترى منصة للتواصل الاجتماعي تنشر الأكاذيب في أنحاء العالم، مضيفاً: "الآن ما يقلقنا جميعاً هو قيام إيلون ماسك بشراء أداة ترسل وتنشر الأكاذيب في أنحاء العالم… لم يعد هناك محررون في أمريكا، لا يوجد محررون، كيف نتوقع أن يتحلى الأطفال بالقدرة على إدراك المخاطر؟".
الديمقراطيون قد يخسرون
في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني، تراجع شعبية بايدن إلى 39%؛ ما يعزز توقعات المراقبين المستقلين لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بأن الحزب الديمقراطي في طريقه لأن يتكبد خسائر في الانتخابات.
أظهر استطلاع الرأي الذي أُجري على مدار يومين أن تأييد الأمريكيين لأداء بايدن تراجع نقطة واحدة، ليقترب من أدنى مستوى وصل إليه خلال ولايته.
يُعزز تراجع شعبية بايدن التوقعات بأن يفوز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب، ومن المحتمل أيضاً مجلس الشيوخ.
من جهته، توقع مركز السياسات بجامعة فيرجينيا أن يفوز الجمهوريون بسهولة بالأغلبية في مجلس النواب، ويحصلون على 24 مقعداً، بينما يحققون أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ.
تُعد السيطرة على مجلس واحد من مجلسي الكونغرس كفيلة بأن تمنح الجمهوريين السلطة لتعطيل جدول أعمال بايدن التشريعي.