أعلنت الشرطة الباكستانية أنها فتحت، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تحقيقاً جنائياً في محاولة اغتيال فاشلة بحق رئيس الوزراء السابق عمران خان، مشيرة إلى أن "مسلحاً واحداً" نفذ الهجوم، رغم تأكيد نجم الكريكيت السابق أن مسلحين اثنين شاركا في إطلاق النار عليه حينما كان يخطب بمسيرة احتجاجية الأسبوع الماضي.
ولفت قائد شرطة العاصمة إسلام آباد، أخطر عباس، إلى أنه تم فتح تحقيق جنائي في الواقعة دون تقديم تفاصيل أخرى، وفق رويترز، لكن نسخة من تقرير شرطة مدينة وزير آباد مكان وقوع الحادثة، كشف أن رجلاً في الحشد القريب من خان أخرج مسدساً وبدأ في إطلاق النار.
مسلح واحد أم مسلحان؟
الشرطة قالت إن الهجوم أسفر عن إصابة خان وعشرة آخرين قتل أحدهم فيما بعد، وفق البيان، مشيرة إلى أن المشتبه بتنفيذ الهجوم اعتقل بعدما تغلب عليه ابتسام حسن المناصر لخان، وشتت تصويبه على خان لينقذه بذلك من التعرض لإصابات أكثر خطورة بالرصاص.
بدوره، قال حسن في عدة لقاءات صحفية مع وسائل الإعلام المحلية إن المشتبه به الذي اعتقلته الشرطة هو نفس المسلح الذي منعه من تنفيذ مهمته.
لكن رئيس الوزراء السابق عمران خان يقول إن مسلحين اثنين حاولا قتله. وأوضح هو ومعاونوه أنهم لن يقبلوا القضية التي سجلتها الشرطة حتى تتضمن اسمي المشتبهين اللذين حددهما.
في الوقت ذاته، قال فؤاد تشودري معاون خان: "سنتقدم بالتماس"، مضيفاً أن الحزب يرغب في أن تبت محكمة في الاسمين اللذين قدمهما خان.
خان يتهم مسؤولين بمحاولة اغتياله
يشار إلى أن خان نجا، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، من محاولة اغتيال استهدفته أثناء وجوده بين أنصاره في مسيرة نظمها في مدينة وزير آباد بإقليم البنجاب، تعرَّض خلالها لإصابات طفيفة، بينما قتل شخص وأصيب فيصل جاويد، عضو مجلس الشيوخ عن حزب "حركة إنصاف" التي ينتمي لها خان.
ويضغط خان (70عاماً) من أجل إجراء انتخابات عامة منذ الإطاحة به من منصب رئيس الوزراء في تصويت برلماني في أبريل/نيسان الماضي، ويحتج أنصاره منذ ذلك الحين بشكل متواصل من أجل إجراء انتخابات مبكرة.
ويتلقى خان العلاج من إصابات في ساقه في منزله في مدينة لاهور شرقي باكستان، وكان في اليوم الثاني للهجوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني خرج في مقطع مسجل يقول فيه إنه كان "على علم" مسبق بمحاولة اغتياله.
وقال خان في التسجيل المصور من داخل حجرة في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج بلاهور، إن مسلحَين اثنين حاولا اغتياله في مدينة وزير آباد، الخميس، بإطلاق النار على مسيرة احتجاجية كان يقودها إلى العاصمة إسلام آباد.
في حين اتهم خان ثلاثة أشخاص بتدبير مكيدة لاغتياله وهم رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الداخلية رانا سناء الله والمسؤول في المخابرات الميجور جنرال فيصل ناصر. لكنه لم يقدم أدلة على مزاعمه، التي نفتها الحكومة والجيش نفياً قاطعاً.
"الاستيقاظ" وتحقيق "العدالة"!
وكان خان قد بدأ ما يعرف بالمسيرة الاحتجاجية الطويلة من لاهور إلى العاصمة في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وكان يلوح للحشود من حاوية محمولة على شاحنة في مدينة وزير آباد عندما أطلق رجل عدة رصاصات عليه.
ومنذ الإطاحة به في اقتراع لحجب الثقة داخل البرلمان، في أبريل/نيسان الماضي، يدعو خان حكومة شهباز شريف إلى إجراء انتخابات مبكرة، لكن الأخيرة قالت إن الانتخابات المقبلة ستُعقد في موعدها المقرر أواخر 2023.
ووجّه خان اللوم إلى الحكومة الائتلافية لقمعها الاحتجاجات السلمية، وانتقد مسؤولي المخابرات بسبب التعذيب المزعوم لكبار قادة حزبه عزام سواتي وشهباز جيل.
كما ناشد خان رئيس قضاة باكستان تحقيق "العدالة"، وطالب قائد الجيش بـ"الاستيقاظ" واتخاذ إجراءات ضد "الخراف السوداء" في المؤسسة العسكرية، كما انتقد رئيس الوزراء السابق لجنة الانتخابات التي استبعدته الشهر الماضي من تقلد أي منصب لمدة 5 أعوام، لعدم إفصاحه عن معاملات تتعلق بالهدايا الرسمية التي تلقاها بصفته رئيساً للوزراء.