يوم حاسم في ولاية بايدن.. الأمريكيون يصوتون بانتخابات الكونغرس واستطلاعات تظهر تقدم الجمهوريين

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/08 الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/08 الساعة 08:08 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن - رويترز

يصوّت الأمريكيون، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لاختيار المرشحين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في وقت تشير استطلاعات رأي عدة في الولايات المتحدة، إلى تقدّم الجمهوريين في الانتخابات على حساب الديمقراطيين، في حين حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن فوز الجمهوريين قد يُضعف المؤسسات الديمقراطية في البلاد.

يتنافس كل من الديمقراطيين والجمهوريين على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ، إضافة إلى التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب، البالغ عددها 435 مقعداً. 

تتسم هذه الانتخابات بالمنافسة الحادة، إذ صارت السيطرة على الكونغرس على حافة الهاوية أكثر من أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين. 

ينقسم مجلس النواب بالتساوي؛ لدرجة أنَّ نقل خمسة مقاعد فقط يمكن أن يقلب ميزان القوى من الديمقراطيين إلى الجمهوريين.

كذلك فإن مجلس الشيوخ منقسم حرفياً- 50 مقعداً لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري- بحيث يمكن أن يؤدي فقدان مقعد واحد إلى انتزاع السيطرة من الديمقراطيين (الذين يتولون زمام السلطة الآن فقط، لأنَّ كامالا هاريس، بصفتها نائب الرئيس، لديها تصويت كسر التعادل).

في حال فاز الجمهوريون في مجلس النواب أو الشيوخ، فسيقضي ذلك على جهود بايدن للحفاظ على حق الإجهاض ومزايا اجتماعية أخرى، ضمن أولويات الديمقراطيين في الكونغرس.

كما أن فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ من شأنه أن يمنع ترشيحات بايدن للمناصب القضائية أو الإدارية.

في حال حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب فإنهم يخططون لاستخدام سقف الدين الاتحادي وسيلة ضغط للمطالبة بتخفيضات كبيرة في الإنفاق، كما أنهم سيسعون أيضاً إلى جعل التخفيضات الضريبية للأفراد التي أقرها ترامب في عام 2017 دائمة، وكذلك إلى حماية التخفيضات الضريبية للشركات التي حاول الديمقراطيون إلغاءها خلال العامين الماضيين. 

كما أن السيطرة على الكونغرس ستمنح الجمهوريين سلطة منع المساعدات لأوكرانيا، لكن من المرجح أن يبطئوا أو يحدوا من تدفق الأسلحة والمساعدات الاقتصادية إلى كييف بدلاً من إيقافها.

كان قد صوت أكثر من 40 مليون أمريكي، في وقت مبكر، من أصل 170 مليون ناخب مسجل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. 

أمريكيون يدلون بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس – رويترز

توقعات بفوز الجمهوريين 

يأتي هذا فيما أظهرت استطلاعات رأي عدة في الولايات المتحدة، تقدم الجمهوريين في انتخابات الكونغرس، وفي أحدث استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس"، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أظهر تراجع شعبية بايدن إلى 39%؛ ما يعزز توقعات المراقبين المستقلين لانتخابات الكونغرس، بأن الحزب الديمقراطي في طريقه لأن يتكبد خسائر. 

الاستطلاع الذي أُجري على مدار يومين أظهر أن تأييد الأمريكيين لأداء بايدن تراجع نقطة واحدة، ليقترب من أدني مستوى وصل إليه خلال ولايته، ليعزز هذا التراجع التوقعات بأن يفوز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب، ومن المحتمل أيضاً مجلس الشيوخ. 

اختار ثلث المشاركين في الاستطلاع الاقتصاد باعتباره أكبر مشكلة تواجهها الولايات المتحدة، وتجاوز عددهم بكثير نحو واحد من كل عشرة أشخاص اختاروا ارتفاع معدل الجريمة. 

في حين قال نحو واحد من كل 15، إن أكبر مشكلة كانت وضع نهاية لحقوق الإجهاض، بعد قرار المحكمة الدستورية، في يونيو/حزيران 2022، الذي أطاح بحق الإجهاض.

جمع استطلاع رأي رويترز/إبسوس، الذي أجري على الإنترنت باللغة الإنجليزية على مستوى الولايات المتحدة، إجابات من 1004 بالغين، من بينهم 424 مؤيداً للديمقراطيين و390 للجمهوريين.

كذلك توقع مركز السياسات بجامعة فيرجينيا، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن يفوز الجمهوريون بسهولة بالأغلبية في مجلس النواب، وأن يحصلوا على 24 مقعداً، بينما يحققون أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ.

تُعد السيطرة على مجلس واحد من مجلسي الكونغرس كفيلة بأن تمنح الجمهوريين السلطة لتعطيل جدول أعمال بايدن التشريعي.

كانت شعبية بايدن قد هوت هذا العام إلى مستوى متدنٍّ، لامس 36% في شهري مايو/أيار، ويونيو/حزيران من العام 2022. 

اتسمت ولاية بايدن، الذي جاء إلى السلطة، في يناير/كانون الثاني العام الماضي، وسط تفشي فيروس كورونا، بمشاكل اقتصادية نتيجة تداعيات الجائحة العالمية، ومنها ارتفاع التضخم.

من جانبها، ذكرت شبكة "آي بي سي" الإخبارية، أن نتائج استطلاع أجرته الأسبوع الماضي، أظهرت أن 49% من الأمريكيين اعتبروا "الاقتصاد أو التضخم أهم قضية تحدد تصويتهم للكونغرس، مقارنة بـ14% قالوا الشيء نفسه عن الإجهاض".

أوضحت الشبكة أن الاستطلاعات تُظهر أن الجمهوريين يتمتعون بميزة إضافية لدى الناخبين، عندما يتعلق الأمر بالمخاوف الاقتصادية، خاصةً مع ارتفاع الأسعار واحتمال حدوث ركود.

أيضاً يتفوق الجمهوريون بفارق 1.3 نقطة على الديمقراطيين في الاقتراع العام للكونغرس، وفقاً لمؤشر "FiveThirtyEight" المتخصص في استطلاعات الرأي.

كذلك أظهرت نتائج استبيان أجرته شركة الاستطلاعات "Cygnal"، التابعة للجمهوريين، أن الحزب يتقدم بثلاث نقاط على الديمقراطيين في الاقتراع العام للكونغرس.

استطلاعات رأي تتوقع فوز الجمهوريين – رويترز

وقبل يوم من بدء انتخابات الكونغرس، حذّر الرئيس الأمريكي بايدن من أن فوز الجمهوريين قد يُضعف المؤسسات الديمقراطية في البلاد، وتعكس تعليقات بايدن الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة قبل الانتخابات. 

بايدن أضاف في تصريح أمام حشد في جامعة بووي، الواقعة خارج واشنطن، والمعروفة تاريخياً بأنها من جامعات السود: "نمر اليوم بمنعطف خطير، نعلم تمام العلم أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه هي اللحظة المناسبة للدفاع عنها".

بدورهم، يُلقي الجمهوريون باللوم على إدارة بايدن في ارتفاع الأسعار وزيادة الجريمة، وهما من أهم مخاوف الناخبين.

تحميل المزيد