أعرب الرئيس التركي أردوغان عن "أمنياته" للسويد بأن تنضم لحلف شمال الأطلسي، ولكن بعد أن تقوم بتبديد "الهواجس الأمنية" لأنقرة، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عقب لقائهما في أنقرة.
أردوغان لفت إلى أن "السويد تريد الانضمام للناتو من أجل أمنها ونحن نريد منها إزالة مخاوفنا الأمنية". مؤكداً ضرورة منع "التنظيمات الإرهابية مثل بي كي كي وامتداداتها وغولن من استغلال البيئة الديمقراطية في السويد"، وفق تعبيره.
انضمام السويد إلى الناتو
أضاف أردوغان: "علينا أن نكون متضامنين بالدرجة الأولى مع أصدقائنا في الناتو وعليهم ألا يؤووا هؤلاء الإرهابيين في بلدانهم". وأردف: "خالص تمنياتنا بانضمام السويد للناتو عقب تطبيق مذكرة التفاهم الثلاثية بشكل كامل وإضفاء الاستراتيجية لعلاقاتنا معها".
وأواخر يونيو/حزيران الماضي، وقّعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في "الناتو"، تعهدتا فيها بالتعاون التام مع أنقرة بمكافحة التنظيمات الإرهابية.
في حين لفت الرئيس أردوغان إلى أن الاجتماع الثاني للآلية المشتركة الدائمة التي تضم فنلندا أيضاً، والمعنية بضمان ومراقبة تنفيذ بنود المذكرة الثلاثية، سيعقد أواخر الشهر الجاري في ستوكهولم.
وتعتبر زيارة كريستيرسون الأولى من السويد إلى تركيا على مستوى رئيس الوزراء منذ عام 2009. في حين هنّأ الرئيس أردوغان كريستيرسون بتوليه رئاسة الوزراء متمنياً النجاح له ولحكومته، مشيراً إلى أن الجانبين أظهرا إرادة مشتركة لتطوير العلاقات على كافة الأصعدة.
محادثات أردوغان مع رئيس الوزراء السويدي تناولت العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية ودولية في مقدمتها العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والحرب الروسية الأوكرانية. لكن أردوغان أشار إلى أن طلب السويد الانضمام إلى الناتو، شغل حيزاً مهماً خلال المحادثات.
"ملتزمون بتعهداتنا لتركيا"
في المقابل، أكد رئيس الوزراء السويدي كريستيرسون "التزام" بلاده بكافة التعهدات التي قطعتها لتركيا في مكافحتها للإرهاب. مشدداً على أن بلاده تعلم بأن "تركيا في حرب مع تنظيم بي كي كي الإرهابي".
وقال: "إن الآلاف من الأتراك كانوا ضحايا هذه الحرب، نحن نعي ذلك وأريد التأكيد على هذا، وفي الأصل نريد مساعدة تركيا في مكافحة الإرهاب"، مضيفاً أن السويد ستقدم على "خطوات مهمة" مع تركيا نهاية العام الجاري ومطلع العام القادم "لا سيما بخصوص مكافحة الإرهاب".
كريستيرسون ذكر أن السويد تعتبر تنظيم "بي كا كا" إرهابياً، وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأوضح أنها ستلتزم بتعهداتها التي قطعتها لتركيا قبل انضمامها للناتو، وكذلك بتعهداتها التي ستقطعها بعد الانضمام تجاه حليفتها.
في الوقت ذاته، لفت إلى أن السويد في هذه الفترة ستكتسب سلطة القانون في مكافحة الإرهاب، وفسر ذلك بقوله: "هذا يعني أننا سنكافح الإرهاب سواء كانت الأنشطة الإرهابية تستهدف السويد أو تستهدف تركيا على حد سواء".
السويد تنشد موافقة تركيا
كانت السويد، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أكدت عبر وزير خارجيتها توبياس بيلستروم، أنها "ستنأى بنفسها" عن فصائل مقاتلة في شمال شرق سوريا تصنفها تركيا في قائمة الإرهاب، في الوقت الذي تحاول فيه ستوكهولم الفوز بموافقة تركيا على الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
تصريحات بيلستروم جاءت في حديث مع الإذاعة الحكومية، قال فيه إن "هناك صلة وثيقة جداً بين هذه المنظمات وحزب العمال الكردستاني.. الذي يستفيد من العلاقة الجيدة بيننا وبين تركيا".
وحزب العمال الكردستاني أو منظمة بي كي كي هو فصيل مسلح مصنف ضمن قائمة الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كذلك، منذ خروجه بالسلاح على الدولة التركية عام 1980.
وتنظر تركيا إلى فصائل مثل "قوات سوريا الديمقراطية" و"وحدات حماية الشعب" التي تسيطر على أراض غنية بالنفط في شمال شرقي سوريا، على أنها امتداد لمنظمة بي كي كي. وشنّت القوات التركية عدة عمليات عسكرية ضد تلك التنظيمات.
لكن الولايات المتحدة ودولاً غربية من بينها السويد وفنلندا أيضاً، تفصل بين تلك الفصائل ومنظمة بي كي كي، وكانت تمدها بأسلحة ودعم عسكري كبير لسنوات خلال قتالها مع تنظيم داعش.