حذَّر الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وجهاتٌ مختصة بشؤون الأسرى من عواقب أي إجراءات قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية المقبلة، للتضييق على المعتقلين الفلسطينيين، وفقاً لمطالب قدَّمها النائب المتطرف إيتمار بن غفير، للمشاركة في الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك في بيانات أصدرته "لجنة الطوارئ العليا للحركة الوطنية الأسيرة"، وهيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، رداً على تقارير إعلامية عن اعتزام النائب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، تشديد ظروف اعتقال الأسرى.
وأضافت لجنة الطوارئ التي تمثل كافة الأسرى: "كل من يظن أنه يستطيع أن يمس بأيِّ حقٍّ من حقوقنا وينتظر أن نقف مكتوفي الأيدي فهو واهم".
مطالب "بن غفير"
في وقت سابق من الإثنين، ذكرت القناة الـ13 العبرية، أن من مطالب بن غفير، التي قدمها إلى بنيامين نتنياهو خلال لقائهما، ضمن مشاورات تشكيل الحكومة القادمة، تشديد ظروف حبس الأسرى وتصعيدها، وإلغاء حبس الأسرى على الأساس التنظيمي، وإلغاء صفة الناطق باسم الأسرى.
وأشارت لجنة الطوارئ إلى فشل تجارب سابقة للمساس بحقوق الأسرى التي حصلوا عليها "بعشرات الشهداء من الحركة الأسيرة وآلاف الأطنان من اللحوم البشرية في الإضرابات عن الطعام".
وتعليقاً على تهديدات بن غفير بتنفيذ "إجراءاتٍ استثنائية" تمس جوهر حياتهم، قالت إن الأسرى لن يسمحوا "لأيٍّ كان" بالتعدي على كرامتهم وكيانهم داخل الأسر.
ونبهت لجنة الطوارئ الوسطاء في المنطقة (لم تسمهم) بأن "أيَّ تجاوزٍ أو تعدٍّ على الأسرى وحقوقهم سيواجَه بردِّ فعل مزلزل قد تمتد آثاره وتداعياته إلى المنطقة بأسرها لا ساحات الوطن فقط".
من جهتها، حذَّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين "من إعطاء المساحة والصلاحيات للمتطرف بن غفير، الذي يرغب في تسجيل حقبة دامية بحق الشعب الفلسطيني ومناضليه داخل السجون والمعتقلات".
وأضافت الهيئة أن بن غفير الذي يسعى للحصول على وزارة الأمن الداخلي، وهي الوزارة التي يقع ضمن اختصاصها الإشراف على إدارة السجون، "يشكل قلقاً وتهديداً حقيقياً على حياة أسرانا وأسيراتنا خلال الفترة القادمة".
تابعت أن "المتطرف بن غفير بدأ بشكل فعليٍّ هجمته وتحريضه على الأسرى والمعتقلين، حيث يطالب علناً بإلغاء التمثيل الاعتقالي للفصائل والتنظيمات داخل السجون واستقلاليتهم وتوزيعهم، ومنعهم من إعداد الطعام في غرفهم، والاكتفاء فقط بما تقدمه إدارة السجون من وجبات، وتقليص كميات المياه، وتشديد ظروف الأسر بشكل عام".
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بـ"التحرك الفوري لمواجهة وحشية بن غفير".
بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني إن "الإجراءات التي أعلن عنها المتطرف بن غفير، لا تمثل شخصه وإنما تمثل موقف الدولة العميقة لدى الاحتلال".
وأضاف رئيس النادي قدورة فارس، في بيان وصلت إلى الأناضول نسخة منه، أن كل محاولات المساس بحياة الأسرى داخل السجون تحطمت "على صخرة صمود الحركة الأسيرة".
تبوأ بن غفير الموقع الثالث (14 مقعداً) بالكنيست في الانتخابات التي جرت الثلاثاء، بعد "الليكود" اليميني برئاسة نتنياهو (32 مقعداً) و"هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد (24 مقعداً)، بينما كان قد حصل النائب المتطرف في الانتخابات السابقة على 6 مقاعد فقط.
ويبلغ عدد الفلسطينيين في سجون إسرائيل 4700، بينهم 32 أسيرة، بحسب معطيات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.