دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إسرائيل إلى تجنُّب الإجراءات الأحادية التي من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام، فيما ذكرت تقارير أن المسؤولين الأردنيين حذَّروا من تضرُّر العلاقات الثنائية إذا حاولت الحكومة الإسرائيلية الجديدة تغيير الوضع الراهن لترتيبات المسجد الأقصى.
دعوة الملك الأردني جاءت ذلك خلال لقاء، الإثنين، مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب27" بمدينة شرم الشيخ المصرية، وفق بيان للديوان الملكي.
أكد الملك عبد الله، بحسب البيان، "ضرورة تكثيف العمل لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على ضرورة أن "تتجنب إسرائيل أية إجراءات أحادية من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام، مجدداً تأكيد أهمية أن تشمل فرص التعاون الاقتصادي في المنطقة الفلسطينيين".
فيما قال هرتسوغ في تغريدة له: "التقيت الآن صديقي ملك الأردن عبد الله الثاني.. بحثنا التعاون الثلاثي بين الأردن والإمارات وإسرائيل في قضايا الطاقة والمياه".
تحذيرات أردنية
فيما نقلت تحذيرات عمّان هيئةُ البث الإسرائيلية (مكان)، الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني، وأكدت العثرات الدبلوماسية المحتملة التي تنتظر زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو إذا تولى زمام الحكم في إسرائيل، بدعم من اليمينيين المتشددين، بحسب المتوقع.
حيث قالت القناة الإسرائيلية نقلاً عن مصدر أردني: "أي محاولة لتغيير الوضع الراهن حول المسجد الأقصى قطعاً سوف تضر العلاقات بين الأردن وإسرائيل"، بحسب ما نقله موقع Times of Israel الإسرائيلي.
واستهدف المصدر على وجه التحديد، إيتمار بن غفير، الذي يُنتظر أن يصبح جزءاً من الائتلاف الحاكم، حيث قال المصدر الأردني إن زيارة بن غفير للأقصى و"إثارة الاستفزازات" ستكونان مسألة مختلفة كلياً إذا فعلها بوصفه وزيراً حكومياً.
ولطالما ضغط بن غفير وآخرون بهدف تغيير الوضع الراهن، الذي يُسمح بموجبه للمسلمين بممارسة شعائرهم داخل المسجد، بينما يزور اليهود أقدس المواقع اليهودية، لكنهم لا يُصلون هناك.
أشار نتنياهو إلى أنه منفتح على منح بن غفير حقيبة وزارية. فمن بين المناصب التي يستهدفها، منصب وزير الأمن الداخلي، الذي يمكن أن يمنحه سيطرة على جهاز الشرطة.
بموجب معاهدة السلام لعام 1994، تعترف إسرائيل بأن الأردن هو المشرف على جبل المعبد، الذي يضم المسجد الأقصى. ويعد جبل المعبد أقدس مكان في العقيدة اليهودية، فيما يعد المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين في الإسلام.
إذ إن أي تغييرات طفيفة على المكان أو على تلك الترتيبات من شأنها أن تثير احتجاجات، يمكن أن تمتد ككرة ثلج إلى ما هو أبعد من الأردن وفلسطين لتشمل العالم الإسلامي الأوسع.
وصلت العلاقات بين إسرائيل والأردن إلى أدنى مستوى لها في أثناء تولي نتنياهو رئاسة الوزراء، ففي العام الماضي رفض الأردن منح تصريح لنتنياهو للتحليق فوق أجواء الأردن للخروج في زيارة دبلوماسية، وذلك رداً على ما حدث مع ولي العهد الأردني، الذي لم يستطع زيارة المسجد الأقصى. وقالت إسرائيل حينها، إن الأمير الأردني جلب معه ترتيبات أمنية أكبر مما خُطط له.