أبدى الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، جاك دورسي، اعتذاره عما آلت إليه الأمور في الموقع الإلكتروني الذي شارك في تأسيسه، وما يشهده من تسريحٍ لآلاف الموظفين فيه، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ نشر دورسي يوم السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مجموعة من التغريدات تناول فيها قرارات التسريح الجماعي للموظفين التي بدأت يوم الجمعة، بعد استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على الشركة، ويمكن أن تصل إلى استبعاد نحو نصف موظفي الشركة البالغ عددهم 7500 موظف.
كتب دورسي: "لطالما كان موظفو تويتر في الماضي والحاضر أقوياء وقادرين على الصمود، ومهما كانت صعوبة الأمور سيجدون دوماً طريقة لتجاوزها. أُدرك أن كثيرين غاضبون مني. أنا أتحمل المسؤولية عن وقوع الجميع في هذا الموقف، لقد نما حجم الشركة في عهدي بسرعة كبيرة. أعتذر إليكم عن ذلك".
وختم دورسي تغريداته بالقول: "أنا شاكر لكل من عمل يوماً في تويتر وله المحبة مني. ولا أنتظر أن تبادلوني ذلك الإحساس في هذه اللحظة.. أو أبداً.. وأتفهم ذلك"، وأرفق التغريدة برمزٍ تعبيري على هيئة قلب أزرق.
تنوعت الردود على تغريدات دورسي بين قبول ولوم واستحسان ورفض، فقد لامه كثير من المستخدمين على المشكلات التي حلَّت على تويتر بعد أن اشتراها ماسك، وكتب أحد المستخدمين: "أقل القليل، بعد فوات الأوان!".
وكتب آخر: "يا رجل، بئس ما فعلت!".
من جانب آخر، رفع مجموعة من موظفي تويتر السابقين دعوى قضائية جماعية ضد الشركة، لأنهم لم يتلقوا إشعاراً بإنهاء الخدمة قبل مدة مناسبة من إقالتهم.
حيث قالت المحامية البارزة ليزا بلوم، التي أكدت لصحيفة The Guardian البريطانية أنها على تواصل مع كثير من موظفي تويتر: "إيلون ماسك له سوابق في انتهاك قوانين العمل في كاليفورنيا، وقد رُفع على شركة تسلا [التي يملكها] عدد مذهل من دعاوى التضييق الجنسي والعنصري. موظفوه بشر يستحقون جميعاً معاملة محترمة. سنجعله بهذه الدعوى القضائية الجماعية التي ستُطارده بلا كلل، يعرف أنه حتى وإن كان أغنى رجل في العالم، فإنه ليس فوق القانون".
يأتي ذلك فيما أشار تقرير آخر في صحيفة The Guardian، إلى أن شركة تويتر منحت موظفي الشركة في بريطانيا مهلة 3 أيام لترشيح ممثل ينوب عنهم في الإبلاغ والتشاور قبل التسريح المحتمل، التزاماً بما تقتضيه قوانين العمل في المملكة المتحدة.
وجاء ذلك بعد أن تلقى الموظفون رسالة بريد إلكتروني من قسم الموارد البشرية بشركة تويتر يوم السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني، قيل فيها إن لديهم حتى الساعة الـ7 من صباح الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، لترشيح أي موظف حالي ينوب عنهم في الإبلاغ والتشاور، ولا يمكن للموظفين ترشيح أنفسهم.
تأتي هذه الأخبار بعد أن قال إيلون ماسك إنه "لا خيار أمامه" سوى الاستغناء عن 50% من موظفي تويتر، لأن الشركة التي اشتراها مقابل 44 مليار دولار في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، تخسر حالياً نحو 4 ملايين دولار في اليوم.
في المقابل، قالت نقابة "بروسبيكت" Prospect المهنية في بريطانيا، إن لديها "عشرات" من موظفي تويتر على قوائمها، وأشارت النقابة إلى أنه إذا أرادت شركة ما في بريطانيا تسريح أكثر من 100 موظف لديها، فيجب استباق القرار بمدة تشاور تستغرق 45 يوماً قبل التمكن من إجراء أي تسريح جماعي.
النقابة أضافت: "يخبرنا الأعضاء بقصص مفجعة، منها مخاوف بعضهم بشأن الموقف من الموظفات في إجازة الأمومة، وما إذا كانت مساندة الشركة في علاج التلقيح الاصطناعي يمكن أن تستمر في ظل سياسات العمل بتويتر، وتساءل بعضهم عن حالة التأشيرة" إذا تلقى تسريحاً مبكراً من الشركة.
فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن مسؤولة كبيرة بالشركة قالت إنها ترى أن مهلة الأيام الـ3 الممنوحة للموظفين قصيرة جداً، ولا تكفي لتنظيم أنفسهم ولا تواصل بعضهم مع بعض، خاصةً أن الشركة حظرت على كثير منهم الوصول إلى تطبيقات التواصل بين موظفي الشركة، مثل خدمة الرسائل Slack وحسابات البريد الإلكتروني الداخلية على تويتر.
المسؤولة أوضحت أنه حتى وإن لم تكن هناك قاعدة رسمية في الأمر، فإنها ترى أن الموظفين كانوا يحتاجون إلى مدة زمنية "معقولة" تبلغ 7 أيام على الأقل.