اتهم والد طالبة مسلمة، مدرسة في مدينة ملبورن بأستراليا، بإجبار ابنته على مشاهدة فيلم كرتوني، يصوّر النبي محمد ﷺ ويسيء إليه، ما دفع حكومة الولايات إلى إجراء تحقيق في الحادثة، التي أثارت غضباً بين الجالية المسلمة في البلاد.
أشار والد الطالبة إلى أن أحد المعلمين عرض فيلماً "صريحاً ومهيناً" يصور النبي محمد، وهو الأمر الذي يُعد محظوراً في الإسلام، وذكرت تقارير أن الطالبة حاولت لفت انتباه المعلم لذلك، لكنها قوبلت بالتجاهل، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
في منشور على موقع فيسبوك، قال والد الطالبة إن إصرار المعلم على عرض الفيلم الكرتوني سبب لابنته "صدمة نفسية وعقلية مؤلمة"، وكتب: "ابنتي حاولت أيضاً التعبير عن انزعاجها من المقطع، لكن المعلم لم يهتم للأسف، واستمر في عرض المقطع، واضطرت ابنتي مكرهة لمشاهدة محتواه".
أضاف والد الطالبة أنه "أثر على مشاعر ابنتي وعائلتي بطريقة مؤلمة، ونحن مسلمون ولا يمكن أن نتسامح مع أي شيء يمس نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)".
طالب والد الطفلة بتقديم اعتذار رسمي وشرح عن سبب وجود هذا النوع من الأنشطة في المدرسة، كما طالب "بضرورة وقف المعلم عن العمل وإجراء تحقيق".
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة التعليم في ولاية فيكتوريا بأستراليا، لصحيفة The Guardian، إنها بدأت التحقيق في الحادث.
المتحدث قال أيضاً إنه "فور اكتمال التحقيق ستقرر الوزارة إن كان ينبغي تقديم أي مشورة جديدة للمدارس، فيما يتعلق بقضايا حساسة مماثلة، ونقدم دعمنا الكامل لأي طالب متضرر".
كان المقطع المعروض واحداً من مجموعة أمثلة على "الإعلام الهجين" وتأثيراته على وسائل التواصل الاجتماعي، وذكرت صحيفة Guardian Australian، أن المقطع لم يكن مقرراً في المناهج التعليمية في المدارس الحكومية بولاية فيكتوريا.
أيضاً أشارت بعض المصادر إلى صدور تحذير قبل عرض المحتوى، وقيل للطلاب إن لهم حرية مغادرة الصف إذا رغبوا في ذلك.
من جهته، قال المجلس الإسلامي في فيكتوريا، في بيان، إن أفراد الجالية المسلمة في ملبورن "منزعجون جداً" من هذا الحادث، وأضاف أن "المجلس الإسلامي في فيكتوريا يتفهم أن كثيرين في المجتمع مستاؤون جداً مما سمعوه، ويريدون التعبير عن غضبهم ورفضهم".
لفت المجلس إلى أن ممثلين عنه التقوا بوزارة التعليم والمدرسة، التي تعهدت بوقف استخدام هذا المقطع، وتابع: "نحن أستراليون، ونرى أنه من المنطقي جداً أن نتوقع ألا تسيء المواد التي تُدرَّس في مدارسنا إلى أعضاء الجاليات المختلفة، وأن تكون واعية بتعدد الأديان والثقافات في أستراليا".
كانت دول أخرى قد شهدت عرض رسوم مسيئة للنبي محمد في المدارس، وفي مارس/آذار 2022، تظاهر أولياء أمور أمام مدرسة "باتلي غرامر سكول"، بمقاطعة يوركشاير شمالي إنجلترا، بعد عرض صور مسيئة للنبي محمد، خلال إحدى حصص التربية الدينية.
في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عرض أيضاً مدرس فرنسي صوراً مسيئة للنبي محمد على طلابه، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً.