قالت صحيفة Washington Post، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تشجع سراً قادة أوكرانيا على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا، والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات سلام إلا بعد إزاحة الرئيس فلاديمير بوتين عن السلطة.
الصحيفة نقلت عن أشخاص لم تسمهم وقالت إنهم على دراية بالمناقشات، قولهم إن طلب المسؤولين الأمريكيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة.
لفتت الصحيفة إلى أن المناقشات أوضحت مدى صعوبة موقف إدارة بايدن بشأن أوكرانيا، حيث تعهد المسؤولون الأمريكيون علناً بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات "لأطول فترة ممكنة"، بينما يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر، والذي ألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي، وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.
المسؤولون الأمريكيون أيّدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جاداً في الوقت الحالي بشأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدخول في محادثات معه، أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الحرب على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير.
متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال عقب نشر الصحيفة الأمريكية للتقرير: "قلنا من قبل وسنقولها مرة أخرى: الأفعال أبلغ من الأقوال، إذا كانت روسيا مستعدة للتفاوض فعليها أن توقف قنابلها وصواريخها وتسحب قواتها من أوكرانيا".
أضاف المتحدث أن "الكرملين يواصل تصعيد هذه الحرب، الكرملين لم يُظهر استعداداً للانخراط بجدية في المفاوضات حتى قبل أن يبدأ غزوه الشامل لأوكرانيا".
كذلك أشار المتحدث إلى تصريحات زيلينسكي يوم الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي قال فيها: "نحن مستعدون للسلام، لسلام عادل وعلى نحو منصف، وقد عبرنا عن صيغته مرات كثيرة".
كان زيلينسكي قد أيضاً في خطابه المسائي للشعب الأوكراني يوم الجمعة الفائت: "العالم يعرف موقفنا. احترام ميثاق الأمم المتحدة واحترام وحدة أراضينا واحترام شعبنا".
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، خلال زيارة إلى كييف يوم الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن دعم واشنطن لأوكرانيا سيظل "ثابتاً وراسخاً" بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس يوم الثلاثاء المقبل.
مساعدات جديدة لأوكرانيا
يأتي هذا فيما أظهرت الولايات المتحدة مؤشراً على عزمها مواصلة دعم أوكرانيا، إذ أعلنت واشنطن أنها ستقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تتضمن تجديد دبابات من طراز تي-72 وصواريخ للدفاع الجوي من طراز هوك.
سابرينا سينج، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قالت في تصريح للصحفيين، إن الولايات المتحدة ستدفع تكلفة 45 دبابة من طراز تي-72 من جمهورية التشيك، سيتم تجديدها، كما ستقدم تمويلاً لتجديد بعض صواريخ أنظمة هوك للدفاع الجوي.
هناك أيضاً تمويل لشراء 1100 نظام جوي تكتيكي بلا تدخل بشري من طراز فينكس جوست، و40 زورقاً نهرياً مصفحاً، ضمن قدرات أخرى.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.