انتُخب جوردان بارديلا، السبت، 5 نوفمبر/تشرين الأول 2022، زعيماً جديداً للحزب اليميني المتطرف الرئيسي في فرنسا "التجمع الوطني"، هذا ما أعلنته الزعيمة المنتهية ولايتها مارين لوبان، التي قالت أوساط مقربة أنها تستعد لتركيز جهدها في الوصول للرئاسة الفرنسية، بعد أن خاضت منافسة "قوية" مع الرئيس الحالي أيمانيول ماكرون في أبريل/نيسان 2022.
وأصبح جوردان بارديلا أول زعيم لهذا الحزب من خارج أسرة لوبان منذ تأسيسه عام 1972. فيما تأتي هذه الخلافة وسط ارتفاع في الأحداث العنصرية التي تشهدها البلاد.
يبلغ جوردان بارديلا من العمر 27 عاماً، وهو عضو في البرلمان الأوروبي، وقد حصد نحو 85% من أصوات أعضاء الحزب، مقابل 15% لمنافسه لوي أليو، شريك حياة لوبان سابقاً.
وتنسحب مارين لوبان، التي حصلت على 41,5% من الأصوات في رئاسيات الجولة الثانية ضد إيمانويل ماكرون في أبريل/نيسان، بعد 11 عاماً على رأس الحزب، بينما تقول إنها تريد مواصلة "عملها" وكفاحها السياسي، من دون استثناء ترشح رابع.
كان جوردان بارديلا، نجم اليمين المتطرف الفرنسي الصاعد، قد أوضح في مناسبات عديدة أنه يعتزم دعم ترشح مارين لوبان مجدداً في الانتخابات الرئاسية للعام 2027.
يُذكر أن جان ماري لوبان أسّس حزب "الجبهة الوطنية" عام 1972، ثم خلفته ابنته مارين لوبان عام 2011، ليصبح رئيساً فخرياً للحزب. وفي 2015 تم طرد الأب من الحزب نهائياً. وفي العام 2018 تحوّلت "الجبهة الوطنية" إلى "التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان.
اقرأ أيضاً
تدرج سريع في مراكز الحزب
حصل جوردان بارديلا على بطاقة عضوية الحزب حين كان عمره 16 عاماً. وأصبح في 19 من عمره أصغر سكرتير إداري في منطقة باريس الكبرى.
في عام 2016، أنشأ جوردان بارديلا، البالغ من العمر 20 عاماً آنذاك، مجموعة "Banlieues patriotes"، التي تهدف إلى إقناع سكان الأحياء المحرومة بالتصويت لمارين لوبان.
مع مرور الوقت فرض نفسه بقوة في الحزب، حتى إن البعض بات يعتبره "ظل" مارين لوبان، كما أظهر "قدراته" القيادية بشكل خاص خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، من خلال مناظرات متلفزة، حيث كانت سلاسته ومهاراته تضع في بعض الأحيان بعض خصومه المخضرمين في مواقف صعبة.
يحظى جوردان بارديلا بشعبية لدى القاعدة النضالية في الحزب، ويتمتع بـ"علاقة ثقة كبيرة" مع مارين لوبان، التي يقسم بانتظام بالإخلاص والولاء لها، وهي التي يقدمه البعض على أنه "ظل" لها و"صنيعتها".
ولد جوردان بارديلا في 13 سبتمبر//أيلول 1995 في درانسي، بمنطقة "سين سان دوني" في باريس. ينحدر من عائلة ذات أصول إيطالية. جدته لأبيه، هي أيضاً مهاجرة جزئياً، مع أب جزائري (منطقة القبائل) جاء إلى فرنسا في الثلاثينيات للعمل كعامل بناء.
اقرأ أيضاً
الاستعداد للرئاسة
واستقالت لوبان، التي خففت حدة بعض سياسات الحزب المناهضة للمهاجرين والمتشككة في الاتحاد الأوروبي، من قيادة حزب التجمع الوطني عام 2021، قبل محاولتها الفاشلة للفوز برئاسة البلاد في انتخابات هذا العام، والتي فاز فيها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
قالت لوبان في مؤتمر الحزب اليوم السبت "لا أترك حزب التجمع الوطني لأخذ عطلة. سأكون أينما تحتاجني البلاد". ومن المتوقع، على نطاق واسع، أن تخوض لوبان محاولة رئاسية أخرى عام 2027.
بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن انتقال زعامة "التجمع الوطني" إلى بارديلا سيمكّن مارين لوبان من التركيز أكثر على عملها داخل البرلمان الفرنسي، والعمل على تقوية حظوظها للوصول إلى تولي رئاسة البلاد.
يأتي هذا في سياق ارتفعت فيه الأحداث العنصرية، على غرار تصريح نائب من حزب "التجمع الوطني" أمام جلسة عامة للبرلمان، حين قال "فليعد إلى إفريقيا!" وذلك بعدما تساءل نائب أسود من اليسار المتطرف عما سيكون مصير مركب مهاجرين كان يواجه صعوبات في البحر الأبيض المتوسط.