دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن على خط أزمة تويتر، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إذ قال إن ماسك اشترى منصة للتواصل الاجتماعي تنشر الأكاذيب في أنحاء العالم، في وقت بدأت فيه الشركة حملة تسريحات كبيرة، حيث أبلغت كل موظف على حدة عبر البريد الإلكتروني عما إذا كان سيبقى أم سيرحل، ومنعت دخول الموظفين إلى المكاتب وعلى الأنظمة الداخلية للموقع بين عشية وضحاها.
الرئيس بايدن أضاف تعقيباً على استحواذ الملياردير إيلون ماسك على شركة تويتر: "والآن ما يقلقنا جميعاً هو قيام إيلون ماسك بشراء أداة ترسل وتنشر الأكاذيب في أنحاء العالم… لم يعد هناك محررون في أمريكا، لا يوجد محررون، كيف نتوقع أن يتحلى الأطفال بالقدرة على إدراك المخاطر؟".
موظفو تويتر خارج الشركة
قالت تويتر في البريد الإلكتروني إنه سيتم إغلاق مكاتبها مؤقتاً، وتعليق بطاقات دخول الموظفين، من أجل "المساعدة في ضمان سلامة كل موظف، بالإضافة إلى أنظمة تويتر وبيانات العملاء".
وجاء في الرسالة أن منصة التواصل الاجتماعي قالت إن موظفي تويتر الذين لم يتأثروا بعملية التسريح سيتم إخطارهم عبر عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، بينما سيتم إخطار العاملين الذين تم تسريحهم بالخطوات التالية على بريدهم الإلكتروني الشخصي.
وكتب بعض الموظفين في تغريدات أنه تم منع دخولهم على النظام الإلكتروني للشركة، وعبّروا عن قلقهم إزاء ما إذا كان ذلك يشير إلى تسريحهم.
فيما كتب مستخدم لتويتر على حسابه، الذي يصفه بأنه مدير سابق في الشركة "يبدو أنني عاطل عن العمل. لقد تم تسجيل خروجي عن بُعد من جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بالعمل، وحذفي من برنامج سلاك للمراسلة".
ورفع موظفو تويتر دعوى قضائية جماعية ضد الشركة، وقالوا إنها تجري عمليات تسريح جماعي للعاملين، دون إخطارهم بالإشعار المطلوب قبل 60 يوماً من التسريح، ما يعد انتهاكاً للقانون الاتحادي وقانون ولاية كاليفورنيا.
وطلبت الدعوى القضائية من المحكمة الاتحادية في سان فرانسيسكو إصدار أمر يمنع تويتر عن مطالبة الموظفين، الذين يتم تسريحهم، بالتوقيع على مستندات دون إبلاغهم بالوضع القانوني.
وفقاً لمصدرين مطلعين ورسالة داخلية على برنامج سلاك، طالب ماسك فرق العمل في تويتر بتوفير ما يصل إلى مليار دولار من تكاليف البنية التحتية السنوية، وقد أقال بالفعل الموظفين ذوي المناصب العليا في الشركة، مثل رئيسها التنفيذي وكبار المسؤولين التنفيذيين في القطاعين المالي والقانوني.
كما غادر آخرون، من بينهم مديرو أقسام الإعلان والتسويق والموارد البشرية، الشركة على مدار الأسبوع الماضي.
وأدت عمليات التسريح، التي كانت متوقعة منذ فترة طويلة، إلى تثبيط ثقافة الانفتاح الشهيرة في تويتر، والتي أشاد بها العديد من موظفيها.
وقالت تويتر في الرسالة بالبريد الإلكتروني أمس الخميس "إذا كنت في مكتب أو في طريقك إلى مكتب، يرجى العودة إلى المنزل".
فيما قال موظفان لرويترز، إنه بعد وقت قصير من وصول الرسالة الإلكترونية إلى البريد الإلكتروني الخاص بالموظفين، تدفق المئات على قنوات برنامج سلاك الخاصة بالشركة لتوديع زملائهم، وإن شخصاً دعا ماسك للانضمام إلى القناة.
ماسك يبرر قراره
وبالتزامن مع تصريحات الرئيس الأمريكي بدأ تويتر فعلياً في طرد موظفيه، وجاءت هذه الخطوة بعد أسبوع من الفوضى وعدم اليقين بشأن مستقبل الشركة في عهد المالك الجديد إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، والذي برر قراره بأن المنصة تشهد "انخفاضاً هائلاً في الإيرادات"، في ظل سحب المُعلنين تمويلهم.
وألقى ماسك باللوم في الخسائر على ائتلاف من جماعات الحقوق المدنية، كان يضغط على كبار معلني تويتر لاتخاذ إجراء إذا لم يعمل هو على حماية الآلية القائمة للإشراف على المحتوى. فيما قالت الجماعات، الجمعة، إنها ستصعد ضغطها، وستطالب العلامات التجارية بسحب إعلاناتها على تويتر على مستوى العالم.
وأرسلت الشركة رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين في وقت سابق، أعلنت فيها نيتها تسريح موظفين، يوم الجمعة، وجاء في الرسالة: "في محاولة لوضع تويتر على مسار سليم، سنمر بعملية صعبة لتقليص قوتنا العاملة على مستوى العالم الجمعة".
التزمت الشركة الصمت بشأن نطاق التسريحات، رغم أن خططاً داخلية اطلعت عليها رويترز هذا الأسبوع، تشير إلى أن ماسك يتطلع إلى تسريح نحو 3700 موظف من تويتر، أي نحو نصف عدد العاملين بالشركة، بينما يسعى إلى خفض التكاليف وفرض قواعد عمل جديدة.
وكان موظفون عملوا في مجالات الهندسة والاتصالات والمنتج وإدارة المحتوى وأخلاقيات التعلم الآلي من بين أولئك الذين تأثروا بحملة التسريحات، وفقاً لتغريدات من موظفين في تويتر.
فيما غردت شانون راج سينغ، وهي محامية كانت تشغل منصب القائم بأعمال مدير إدارة حقوق الإنسان في تويتر، بأنه تم تسريح فريق حقوق الإنسان في الشركة بأكمله، ووعد ماسك بإعادة حرية التعبير إلى الموقع مع منع تويتر من الانحدار إلى "الجحيم". ومع ذلك، فشلت تطميناته في تهدئة كبار المعلنين، الذين عبروا لأشهر عن مخاوفهم بشأن سيطرته على منصة التدوينات القصيرة.
وقالت شركة فولكس فاجن، الجمعة، إنها أوصت علاماتها التجارية بإيقاف الإعلانات المدفوعة مؤقتاً على تويتر حتى إشعار آخر، في أعقاب استحواذ ماسك على الشركة. فيما أبلغت شركات أخرى عن إجراءات مماثلة، ومن بينها شركة جنرال موتورز وجنرال ميلز.
ماسك بدوره علق بأن فريقه لم يجرِ أي تغييرات على تعديل المحتوى، وقام "بكل ما في وسعه" لإرضاء المجموعات، وأضاف "إنهم فاسدون بشدة! إنهم (جماعات حقوق مدنية) يحاولون تدمير حرية التعبير في أمريكا".
فيما لم يرد موقع تويتر على الفور على طلب للتعليق.