أعلن حزب حركة إنصاف الباكستاني، أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، الخميس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كانت تستهدف قادة الحزب بالكامل، حيث واجهوا الموت لولا تدخل الجماهير وإيقافهم أحد المهاجمَيْن بعد مقتل الآخر.
إذ نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الحزب، فؤاد تشودري، قوله "لقد كانت محاولة اغتيال واضحة، فقد أصيب خان ونزف كثيراً، ولكن حالته مستقرة الآن"، مشيراً إلى أنه "لو لم يوقف الناس مطلق النيران في مكان الحادث، لقضى على قيادات حزب حركة إنصاف بالكامل".
فيما أوضح أسد عمر، وهو مساعد آخر لخان، أن الأطباء أبلغوه بأن زعيمهم لم يعد في وضع خطير، وأضاف في بيان عبر مقطع مصور أن خان يعتقد أن رئيس الوزراء، شهباز شريف، والمسؤول في المخابرات الميجر جنرال فيصل نصير يقفان وراء الهجوم. ولم يقدم عمر دليلاً يدعم الاتهام.
وفي وقت سابق الخميس، نجا خان من محاولة اغتيال استهدفته أثناء وجوده بين أنصاره في مسيرة نظمها بمنطقة وزير آباد بإقليم البنجاب.
وتعرّض خان لإصابات طفيفة، بينما قُتل شخص، وأصيب 6 آخرون، بينهم عضو مجلس الشيوخ عن حزب حركة إنصاف، فيصل جاويد.
ردود الفعل
وفي ردود الفعل، أدانت قطر، الخميس، بشدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، الذي أصيب في إطلاق نار على موكبه شرقي البلاد، مؤكدة على موقفها الرافض لاستخدام العنف في إطار الخلافات السياسية.
إذ حذّرت وزارة الخارجية، في بيان، من "مغبة الانزلاق في دوامة من العنف نتيجة لذلك، كما أكدت حرصها على استتباب الأمن والاستقرار في باكستان"، معربة عن تمنيات دولة قطر لرئيس الوزراء الباكستاني السابق بالشفاء العاجل.
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، مؤكدة "وقوف المملكة مع باكستان وشعبها أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها ومسيرتها التنموية.
وزارة الخارجية السعودية أشارت إلى دعم المملكة لكل الجهود الرامية إلى القضاء على العنف والتطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، مع تمنياتها لجمهورية باكستان الإسلامية وشعبها الشقيق السلامة والاستقرار والازدهار"، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".
من جانبه، أدان البيت الأبيض "بشدة" الهجوم على عمران خان، ودعا جميع الأطراف للامتناع عن العنف في السياسة.
كما أدان رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، محاولة اغتيال خان، وطالب وزير الداخلية بتقديم تقرير فوري عن الحادث.
إذ وصف الرئيس الباكستاني، عارف علي، في تغريدة على تويتر، إطلاق النار بأنه "محاولة اغتيال شنيعة"، وكتب "أشكر الله أنه بخير، لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة غير حرجة".
وفي وقت سابق الخميس، اعترف المهاجم، في مقطع مصور، بأنه أراد قتل رئيس الوزراء الباكستاني السابق بسبب "تضليل الجماهير"، مؤكداً أنه تصرَّف بشكل منفرد ومن تلقاء نفسه.
وكان الجيش قد أصدر بياناً في وقت سابق، وصف فيه إطلاق النار بأنه "يستوجب الإدانة بشدة".
مظاهرات تندد بمحاولة الاغتيال
وعلى أثر محاولة الاغتيال، شهدت المدن الباكستانية، الخميس، مظاهراتٍ احتجاجاً على محاولة الاغتيال، وذكرت وسائل إعلام باكستانية، أن أنصار خان في العاصمة إسلام آباد وعدة مدن أخرى، على رأسها كراتشي ولاهور وفيصل آباد وبيشاور، نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على محاولة الاغتيال.
وحرق المتظاهرون إطارات مطاطية في عدة مدن، وأغلقوا الطرقات، مما أدى إلى شل حركة المرور في مدن كثيرة، وطالبوا بالقبض على الفاعلين وتسليمهم للعدالة، وأكدوا أن عمران خان خط أحمر بالنسبة لهم، ورددوا هتافات مناهضة للحكومة.
ومنذ الإطاحة بعمران خان في أبريل/نيسان، بناء على اقتراح بحجب الثقة، طالب خان بإجراء الانتخابات على الفور. غير أن الحكومة تفضّل الانتظار حتى الموعد النهائي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 لإعطاء نفسها الوقت لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح.