تواجه شركة تويتر حالة من الاضطراب، بسبب ما تشهده من قرارات إقالة لمديريها وكبار مسؤولي الإدارة فيها، فضلاً عن التقارير التي تفيد بأن الأيام المقبلة قد تشهد إجراءات تسريح جماعي لموظفي الشركة وتغييرات جذرية في الموقع الإلكتروني بعد استحواذ إيلون ماسك.
يأتي ذلك بعد أن أعلن مسؤولو قسم التسويق والدعاية في الشركة عن مغادرتهم، إضافة إلى كبيرة مسؤولي شؤون الموظفين والتنوع، والمدير العام للتقنيات الأساسية، ورئيس قسم المنتجات، ونائب رئيس المبيعات العالمية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كان إيلون ماسك قد أقال الأسبوع الماضي، الرئيس التنفيذي للشركة باراغ أغراوال، والمدير المالي نيد سيغال، ومديرة الشؤون القانونية والسياسات فيجايا جادي.
موجة "هروب" من تويتر
أما سارة بيرسونيت، كبيرة مسؤولي خدمة العملاء ومديرة الإعلانات، فبعد أن قالت إنها تتطلع إلى العمل مع ماسك، نشرت تغريدة، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الأول، تعلن فيها استقالتها، ما زاد من حالة الاضطراب المنتشرة لدى المُعلنين بشأن ما ستشهده الشركة من تغيرات تحت قيادة مالكها الجديد.
بينما أعلنت دالانا براند، رئيسة مسؤولي شؤون الموظفين والتنوع، عن استقالتها من شركة تويتر، الأسبوع الماضي، في منشور كتبته على موقع "لينكد إن" يوم الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الأول.
فيما أكد نيك كالدويل، المدير العام للتقنيات الأساسية، مغادرته منصبه، وعدَّل بيانات السيرة الذاتية إلى "مدير تنفيذي سابق بشركة تويتر" مساء الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول.
كما قال شخص مطلع على الأمر لموقع Reuters، إن ليزلي بيرلاند كبيرة مسؤولي التسويق، وجاي سوليفان رئيس المنتجات، وجان فيليب ميهو، نائب رئيس المبيعات العالمية، قد غادروا مناصبهم بالشركة، وإن لم يتضح بعدُ ما إذا كانوا استقالوا أو أقيلوا من هذه المناصب.
إيلون ماسك ينوي تخفيض عدد الموظفين
انتشرت التقارير عن نية إيلون ماسك تخفيض عدد الموظفين بالشركة قبل أن يتولى المنصب رسمياً.
قال أحدث تقرير صادر عن وكالة Bloomberg يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني، إن ماسك ينوي التخلي عن 3700 موظف، أي ما يعادل نصف القوة العاملة في تويتر؛ لخفض التكاليف، وسيُصدر تعليمات بعودة الموظفين للعمل من مكاتب الشركة.
كما ذكرت الوكالة أيضاً، أن ماسك يخطط لفرض رسوم على أصحاب الحسابات الموثقة بالعلامة الزرقاء بحلول الأسبوع المقبل.
فيما قال عدة موظفين بالشركة لوكالة Reuters، إنهم مازالوا يتلقون بعض الاتصالات التي تستفسر عن مستقبل الشركة. وكانت الشركة ألغت استدعاء للموظفين الأسبوع الماضي، واجتماعاً لجميع الموظفين كان من المقرر عقده يوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني.
قلق حول محتوى تويتر
في غضون ذلك، ينوي فريق إيلون ماسك، المسؤول عن الشركة، أن يجتمع بالمُعلنين في نيويورك الأسبوع المقبل، بعد أن أبدى عملاء الشركة مخاوفهم من احتمال ظهور محتوى ضار بجوار إعلاناتهم.
زاد المحتوى والمنشورات التي تتضمن حضاً على الكراهية زيادة كبيرة منذ سيطرة ماسك على الشركة. وأورد معهد أبحاث Network Contagion Research Institute، المعني بمراقبة المخاطر الاجتماعية على الشبكات السيبرانية، أن استخدام كلمة (nigger) العنصرية قد زاد بنسبة 500% تقريباً.
بينما أرسل تحالف يضم أكثر من 40 منظمة حقوقية ومناصرة للديمقراطية، منها "الجمعية الأمريكية للنهوض بالملونين" NAACP ومنظمة "فري برس" Free Press، رسالة مفتوحة إلى أبرز 20 معلناً على تويتر، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني، تطلب منهم فيها سحب إعلاناتهم إذا تخلى ماسك عن قيود الإشراف على محتوى الموقع.
كما قال مصدر مطلع إن وحدة Mediabrands، التابعة لشركة الدعاية الأمريكية IPG التي تعمل مع كبار المعلنين مثل كوكاكولا، أوصت عملاءها بإيقاف الإعلان مؤقتاً على موقع تويتر إلى الأسبوع المقبل، والانتظار حتى تقدم الشركة مزيداً من التفاصيل بشأن خططها لحماية الثقة والأمان على المنصة.
حاول إيلون ماسك طمأنة المعلنين، فكتب على تويتر، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول: "التزام تويتر بسلامة العلامة التجارية لم يتغير". وقال هذا الأسبوع إن الحسابات المحظورة على الموقع لن تعود إلا بعد عرض الأمر على مجلس الإشراف الذي ينوي تشكيله.