أثار صعود اليمين المتطرف الإسرائيلي بقيادة المُتطرف، إيتمار بن غفير، في انتخابات الكنيست مع اقتراب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، من العودة للسلطة، مخاوف الجمعيات الحقوقية في إسرائيل، وانتقدت ما وصفته بـ"الصمت العالمي والتواطؤ".
حيث برز تحالف اليميني المتطرف إيتمار بن غفير كأحد متصدري الانتخابات الإسرائيلية، وتبوأ الموقع الثالث في الكنيست (البرلمان) من حيث القوة، بعد "الليكود" اليميني برئاسة بنيامين نتنياهو و"هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد، وفق النتائج غير النهائية المعلنة الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الأول 2022.
بينما قال حجاي إلعاد، الرئيس التنفيذي لمنظمة بتسيلم الحقوقية في تغريدة على تويتر: "بعد فوز حزب (القوة اليهودية) العنصري اليوم، أصبح الجزء الهادئ من نظام إسرائيل المؤمن بتفوق اليهود على الفلسطينيين أعلى صوتاً من أي وقت مضى".
كما أضاف الحقوقي الإسرائيلي: "حتى الآن، لم يرفع العالم صوته في مواجهة واقع الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين".
إلعاد قال أيضاً إنه لا يجوز لأي جهة أن تستمر في تظاهرها بأن التداعيات المروعة للنظام الإسرائيلي القامع الذي يعتمد على حرمان الفلسطينيين من حقوقهم واضطهادهم منذ عقود لم يصل إلى أسماعها.
أشار أيضاً إلى أن الصمت العالمي كان ولا يزال تواطؤاً، "وهو الذي مهد الطريق لهذه النتيجة السياسية التي نراها اليوم. لا بد أن يتوقف هذا الصمت الآن -وإن كان متأخراً جداً- ويحل محله العمل والعواقب والمساءلة".
فوز اليمين المتطرف في إسرائيل
فقد شكل فوز تحالف "الصهيونية الدينية" مفاجأة سارة لأنصاره وهو مؤلف من حزبين يمينيين متشددين هما "القوة اليهودية" برئاسة بن غفير، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
إذ سبق أن أعلن بن غفير أنه يطمح لحقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة، فيما أعلن بتسلئيل أنه يطمح لحقيبة الدفاع في حكومة يشكلها نتنياهو، ما تسبب بقلق واسع في إسرائيل بسبب مواقفهما المتشددة.
نتنياهو الذي بات من الواضح أنه سيشكل الحكومة القادمة، لم يحسم في المقابلات الصحفية التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين الموقف بشأن مطلب بن غفير أو سموتريتش. لكنه بحاجة إلى هذا التحالف الذي تظهر نتائج فرز الأصوات أنه سيحصل على 14 مقعداً.
فبعد فرز 79.8% من أصوات الناخبين حتى الساعة 9:00 (ت.غ) الأربعاء، فاز "الليكود" بـ31 مقعداً و"الصهيونية الدينية" بـ 14 مقعداً و"شاس" بـ11 مقعداً و"يهودوت هتوراه" بـ9 مقاعد.
هذا يؤمن لنتنياهو تحالفاً من 65 مقعداً لتشكيل حكومة في الوقت الذي يلزمه بموجب القانون 61 صوتاً فأكثر من إجمالي مقاعد الكنيست البالغ 120.
كان نتنياهو فشل في السنوات الأخيرة في الحصول على ثقة هذا العدد من الأصوات؛ ما منعه العام الماضي من تشكيل حكومة وأخرجه من السلطة إلى المعارضة.
كما أنه ليس من الواضح إذا ما كان "الصهيونية الدينية" سيبقي على تحالفه مع "القوة اليهودية" بعد أن احتفلا، فجر الأربعاء، بالانتصار في الانتخابات بصورة منفصلة.