نشر الحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، يهدد بتنفيذ ضربات بطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية وأمريكية في الشرق الأوسط، إذ يبدأ المقطع، الذي نُشر على قناة حرس الثوري الإيراني على التلغرام، بصورة للافتة "أنا (قلب) تل أبيب" وقواعد عسكرية أمريكية في المنطقة، قبل أن ينتقل إلى مركز قيادة إيراني وحظيرة طائرات مسيرة تحت الأرض، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وينتهي المقطع بضابط يراقب صور الأقمار الصناعية لأهداف أمريكية وإسرائيلية من مكتب تظهر فيه صورة القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وينتهي المقطع بعبارة باللغتين الإنجليزية والفارسية تقول: "إرادتنا فقط هي ما تمنعنا من الهجوم".
وهذا ليس أول مقطع تطلقه إيران للإعلان عن برنامج طائراتها المسيرة، إذ نشر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في يناير/كانون الثاني، مقطع فيديو مشابهاً على موقعه الرسمي، يصور اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ويصور المقطع ترامب في ملعب غولف في مارالاغو بولاية فلوريدا وهو يُستهدف بطائرة مسيرة انتقاماً لمقتل سليماني في يناير/كانون الثاني عام 2020.
وإلى جانب تصوير القواعد العسكرية الأمريكية، يُظهر مقطع الحرس الثوري الإيراني أيضاً استهداف حركة مجاهدي خلق التي هي جزء من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI). وقد صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية عام 1997، لكنها أزيلت من القائمة عام 2012 وحظيت بدعم خصوم الجمهورية الإسلامية، ومنهم ساسة أمريكيون.
تحذيرات أمريكية
يأتي هذا في وقت أعربت فيه الولايات المتحدة، الثلاثاء، عن قلقها من "تهديدات" إيرانية للسعودية، مؤكدة أنها "لن تتردد" في الرد إذا لزم الأمر، في حين أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن واشنطن ستظل على "اتصال مستمر مع السعوديين من خلال القنوات العسكرية والمخابراتية".
المتحدث الأمريكي شدد على أن واشنطن لن تتردد في التحرك "دفاعاً عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة"، في تغيّر طرأ على سلسلة من تصريحات التحذير والتهديد بعد اتجاه السعودية الغنية بالبترول نحو خفض إنتاج النفط، الأمر الذي أغضب إدارة الرئيس جو بايدن.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين؛ أن السعودية تبادلت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تحذر من "هجوم إيراني وشيك" على أهداف في المملكة.
أضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة والسعودية ودول مجاورة أخرى رفعت مستوى التأهب للقوات العسكرية بعد التحذير من الهجوم الوشيك.
في سياق متصل، تقول الولايات المتحدة إن إيران تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، مما دفع واشنطن إلى أن تنحي جانباً الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.