وافقت السلطات في مدينة نيويورك بأمريكا على دفع تعويض بعشرات ملايين الدولارات لرجلين تمت إدانتهما بالخطأ، في جريمة اغتيال الداعية المشهور للحقوق المدنية، مالكوم إكس، التي وقعت في العام 1965، وذلك بعدما نال الرجلان براءتهما في العام 2021.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن مدينة نيويورك قررت تسوية دعاوى قضائية رفعت باسم محمد عزيز وخليل إسلام، اللذين كانا متهمين بقتل إكس.
ستدفع نيويورك تعويضاً لهما بقيمة 26 مليون دولار عن إدانتهما الجائرة التي ألقت بهما خلف القضبان لعشرات السنين.
كذلك قررت ولاية نيويورك دفع 10 ملايين دولار أخرى، وأكد دافيد شانيس، المحامي الذي يمثل الرجلين، التسويتين يوم الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
شانيس قال في رسالة بريد إلكتروني، إن "محمد عزيز وخليل إسلام وعائلتيهما عانوا لأكثر من 50 عاماً بسبب هذه الإدانة الجائرة"، مضيفاً أن هذه التسوية تبعث برسالة مفادها أن "السلوك الجائر للشرطة والنيابة العامة يتسبب في أضرار جسيمة، وعلينا أن نظل يقظين لرصد ورد هذه المظالم".
كانت محكمة في مانهاتن قد قضت العام الماضي، بتبرئة عزيز، الذي بلغ الآن عامه 84 عاماً، وإسلام، الذي توفي عام 2009، بعد أن قال المدعون إن أدلة جديدة على ترهيب الشهود وإخفاء أدلة براءة تنفي التهمة عن الرجلين، وقضى الرجلان 42 عاماً بسبب هذه الجريمة.
شانيس لفت إلى أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيُوّقع على وثائق التسوية، وإن المبلغ الإجمالي 36 مليون دولار سيقسم بالتساوي بين عزيز وممتلكات إسلام.
يُشار إلى أن مالكوم إكس عُرف بأنه صوت "حركة أمة الإسلام"، التي كانت تشجع السود على المطالبة بحقوقهم المدنية "بأي وسيلة كانت".
قبل اغتيال مالكوم إكس بقليل، انفصل عن المنظمة التي كانت تضم المسلمين الأمريكيين من أصل إفريقي، وبعد رحلة إلى مكة، بدأ يتحدث عن إمكانية الوحدة العرقية، الأمر الذي أثار حفيظة البعض في أمة الإسلام واعتبروه خائناً.
اغتيل إكس رمياً بالرصاص أثناء إلقائه خطاباً في 21 فبراير/شباط عام 1965، وكان عمره 39 عاماً، وقد أدين عزيز وإسلام ورجل ثالث باغتياله في مارس/آذار عام 1966، وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة.
اعترف الرجل الثالث، مجاهد عبد الحليم، بإطلاق النار على مالكوم إكس، لكنه قال إن عزيز وإسلام ليسا متورطين.
قدم الاثنان أيضاً ما يثبت وجودهما في مكان آخر وقت وقوع الجريمة، ولم يثبت أي دليل مادي ارتباطهما بها، واستندت الإدانة إلى شهود العيان، رغم التناقضات في إفاداتهم.
محامو عزيز وإسلام كانوا قد قالوا في شكاوى إن عزيز وإسلام كانا في منزلهما في برونكس حين قتل مالكوم إكس، وأضافوا أن عزيز أمضى 20 عاماً في السجن وأكثر من 55 عاماً وهو يحيا مع المشقة والإهانة المصاحبتين للاتهام بقتل واحد من أهم قادة الحقوق المدنية في التاريخ.
فيما أمضى إسلام 22 عاماً في السجن ومات وهو لا يزال يأمل في تبرئة اسمه.