استدعت وزارة الخارجية القطرية، الجمعة، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، السفيرَ الألماني في الدوحة، وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية، على تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية، في حق استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022، في حين عبر مجلس دول التعاون الخليجي عن رفضه لتلك التصريحات الألمانية.
سلم مذكرة الاحتجاج للسفير الألماني، الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية، أحمد بن حسن الحمادي.
حملت المذكرة "رفض دولة قطر التام لهذه التصريحات بحق دولة تمثل استضافتها لبطولة كأس العالم إنصافاً لمنطقة ظلّت تعاني من صورة نمطية ظالمة لعقود".
المذكرة أكدت أن "قطر ماضية في تنظيم واحدة من أفضل البطولات، من أجل إظهار حضارة المنطقة وتراثها لكل العالم، وتعزيز قيم التسامح بين كافة الشعوب".
كانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت عن وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، المسؤولة أيضاً عن ملف الرياضة في ألمانيا، قولها في مقابلة مع شبكة "إيه آر دي"، الخميس: "بالنسبة لنا كحكومة ألمانيا، فإن حق الاستضافة هذا خادع للغاية"، وأضافت "هناك معايير ينبغي الالتزام بها، وسيكون من الأفضل عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول"، على حد تعبيرها.
لفتت المذكرة إلى أن أهم مجموعات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة أشادت بإصلاحات قطر في مجال العمال، لكونها إصلاحات فعّالة وطويلة الأمد، وهي نتيجة سنوات من التخطيط المدروس، مشيرة إلى أنها تضمنت عدة جوانب منها إصلاحات عديدة لقوانين العمل والممارسات المتعلقة بها.
مجلس التعاون الخليجي يستنكر
يأتي ذلك فيما استنكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية، بشأن استضافة قطر مونديال 2022.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية، اليوم السبت، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، البيان الاستنكاري للأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي.
إذ أكد فيه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، على موقف دول مجلس التعاون الداعم لدولة قطر في التصدي لأي تدخل في شؤونها الداخلية.
الأمين العام أضاف أن نشر الادعاءات التي لا تخدم قيام علاقات طبيعية بين البلدين، باعتبارها انتهاكاً للأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقوانين الدولية.
كما أوضح الأمين العام في البيان، أن دولة قطر ماضية في تحقيق الإنجازات، التي تُعد مصدر فخر واعتزاز مستحَقين، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الرائد الذي تقوم به دولة قطر في بناء التواصل الحضاري، وتعزيز التفاهم بين الشعوب في إطار من الاحترام المتبادل.
"أنا عربي وأدعم قطر"
إلى ذلك، أطلق ناشطون عبر موقع "تويتر" وسماً بعنوان "أنا عربي وأدعم قطر" ليحتلّ صدارةَ الوسوم الأكثر تداولاً في أغلب البلدان العربية، وذلك تضامناً مع قطر ضد الحملة الغربية ضدها.
إذ عبر المغردون العرب عن دعمهم اللامحدود لقطر في مواجهة الحملات المغرضة التي تستهدفها، مشيرين إلى أن الدوحة ستثبت للعالم أجمع أنها على قدر المسؤولية بإخراج نسخة مبهرة من كأس العالم، لم تحدث منذ إقرار البطولة عام 1930.
في السياق، قال الكاتب السعودي، وسام العامري: "كل العالم قد يمم اليوم شطره واتجهت أنظاره صوب الدوحة، ولهذا نعم. أقولها بملء الفم وحجم السماء أنا عربي وأدعم قطر، وليذهب كل موتور ومريض وحاقد على الحبيبة قطر إلى مزبلة التاريخ، ولا كرامة له ولا حشمة".
كما علّقت الناشطة المغربية "صفاء يعقوبي" عن دعمها لقطر بالقول: "كإسبانية من أصل مغربي، جد فخورة وسعيدة بأن دولة عربية مسلمة تنظم أعظم حفل كروي رياضي عالمي، أتمنى لأشقائنا القطريين كامل التوفيق".
بينما عبّر السياسي الكويتي صالح الملا عن دعمه لقطر بالقول: "ككويتي.. وخليجي.. وعربي، فخور جداً بتنظيم الأحبة في دولة قطر للبطولة الأكبر، والحدث الرياضي الأبرز عالمياً.."كأس العالم 2022″. متمنياً للأشقاء كل التوفيق، متيقناً بأنها ستكون -بإذن الله- النسخة الأنجح على المستوى التنظيمي".
وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين بمشاركة 32 منتخبًا.
وهذه أول مرة تستضيف دولة في الشرق الأوسط والعالم العربي البطولة الأشهر في عالم كرة القدم.