شارك أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، في مسيرة حاشدة، الجمعة، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، متجهة نحو العاصمة الباكستانية إسلام آباد، للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.
وتقدم خان المسيرة بقافلة سيارات، بدأت من مدينة لاهور بشرق البلاد باتجاه الشمال حتى إسلام آباد، ليجذب مزيداً من الدعم على طول الطريق قبل أن يدخل العاصمة.
ومنذ أن صوّت البرلمان على الإطاحة بعمران خان في أبريل/نيسان، نظم خان مسيرات في جميع أنحاء باكستان، ويقلب المعارضة ضد الحكومة، التي تكافح من أجل إخراج الاقتصاد من الأزمة التي تركته إدارة خان فيها.
وفي رسالة مصورة عشية المسيرة، قال خان: "أريد مشاركتكم جميعاً. ليس هذا من أجل السياسة، أو المكاسب الشخصية، أو الإطاحة بالحكومة… هذا من أجل جلب الحرية الحقيقية للبلاد".
إلى ذلك، قال أعضاء الحزب للصحفيين، الجمعة، إن حركة الإنصاف مستعدة للتفاوض مع حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف الائتلافية إذا أعلنت موعداً لإجراء انتخابات مبكرة.
وتقول الحكومة إن الانتخابات ستُجرى في موعدها في أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل. ويقول خان إنه لا يعتزم الانتظار.
استخدام هذا الأسلوب من قبل
ردد الحشد المتنامي لأنصار خان في لاهور هتافات من بينها "عمران، عدد لا يُحصى من الناس مستعد للتضحية بحياته من أجلك".
ومع احتشاد أنصار خان في لاهور، انتشرت أعداد كبيرة من الشرطة على الطريق لمسافة 260 كيلومتراً حتى إسلام آباد.
واستخدم خان هذا الأسلوب من قبل. وكانت آخر مرة في مايو/أيار بعد أسابيع من فقده السلطة. لكن الشرطة استخدمت في ذلك الوقت الغاز المسيل للدموع بعدما اشتبكت مع أنصاره عندما اقتربوا من "المنطقة الحمراء" الحساسة في إسلام آباد، وسرعان ما تفرّق الحشد.
لكن خان دعا المحتجين إلى السلمية هذه المرة، وأكد أنه لن يدخل "المنطقة الحمراء"، وأن الاحتجاج سيبقى في المناطق التي حددتها المحاكم والإدارة المحلية، لكن بالنظر إلى الأجواء المشحونة سياسياً، فإن المخاوف من العنف لا تزال قائمة.
لا دعم من قادة الجيش
وفي وقت سابق، أشارت الحكومة الاتحادية، التي تحكم في إسلام آباد، إلى أن أي تجاوز في خطط الاحتجاج المتفق عليها ستُقابله شرطة المدينة بالقوة.
ويشارك حزب خان في حكومتي إقليمين مجاورين لإسلام آباد، هما البنجاب وخيبر بختون خوا. ومن المتوقع أن تقوم قوات الشرطة الإقليمية بتأمين المشاركين في المسيرة.
ومع تشديد الأمن في العاصمة وتعزيزه بالقوات شبه العسكرية، هناك مخاوف من أن يدخل الطرفان في مواجهة.
ولا يحظى خان بدعم الجيش الباكستاني القوي، الذي حكم البلاد بشكل مباشر لأكثر من 3 عقود من أصل 7 عقود ونصف، منذ الاستقلال عن بريطانيا.
واتهم خان، الذي كان يُنظر إليه في يوم ما على أنه مقرّب من القادة العسكريين، الجيش بدعم تحرك خصومه للإطاحة به. ويقول الجيش إنه ينأى بنفسه عن المشهد السياسي.