قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 26 نوفمبر/تشرين الأول 2022، إن السعودية أرسلت مؤشرات "إيجابية" منذ أن قرّرت خفض الإنتاج النفطي، وذلك عبر تقديمها المساعدة لأوكرانيا وتصويتها في الأمم المتحدة لصالح إدانة ضم روسيا للأراضي الأوكرانية، لكنها لا تعوض عن القرار "الخطأ" الذي اتخذته أوبك+ بخفض إنتاج النفط، مؤكداً أن واشنطن لا تزال غير راضية.
تأتي تصريحات بلينكن بعد أن توترت العلاقات بين الرياض وواشنطن إثر إعلان تحالف "أوبك بلاس"، الذي يضمّ أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية و10 دول أخرى منتجة للنفط تقودها روسيا، مطلع تشرين الأول/أكتوبر، خفض المعروض الرسمي بمقدار مليوني برميل في اليوم اعتباراً من الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار قبيل الانتخابات الأمريكية، علماً بأن خطوة خفض الإنتاج من شأنها زيادة عائدات موسكو التي تخوض حرباً في أوكرانيا.
"تطورات إيجابية من السعودية"
وفي فاعلية نظمتها وكالة بلومبرج، يوم الأربعاء، أكد بلينكن موقف واشنطن بشأن إعادة تقييم العلاقات مع السعودية بطريقة "متأنية للغاية"، للتأكد من أنها تخدم المصالح الأمريكية بشكل أفضل.
لكنه أضاف أن الولايات المتحدة شهدت "بعض الأمور المثيرة للإعجاب" من جانب السعودية منذ قرار أوبك+.
كما أشار بلينكن تحديداً إلى قرار الرياض تقديم 400 مليون دولار مساعدات إنسانية لأوكرانيا، وتصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، لصالح إدانة ضم روسيا لأربع مناطق محتلة جزئياً في أوكرانيا.
وقال بلينكن: "هذه تطورات إيجابية. إنها لا تعوض عن القرار الذي اتخذته أوبك+… لكننا سنأخذ هذا في الاعتبار".
تعهد بايدن بفرض "عواقب" على السعودية
بعد يوم من صدور قرار منتجي النفط في أوبك+، في 12 أكتوبر/تشرين الأول، بتقليص الإنتاج على الرغم من الاعتراضات الأمريكية، تعهد الرئيس جو بايدن، الذي يشعر بالقلق من ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، بفرض "عواقب" على السعودية لانحيازها لروسيا في تقليص الإنتاج.
وفي البيت الأبيض، قال المتحدث جون كيربي إن مجلس الأمن القومي ينظر في "الخيارات التي نرغب في تحضيرها"، حتى يبحث بايدن اتخاذها رداً على تعهده بفرض عواقب على السعودية.
كما أضاف كيربي في تصريحات للصحفيين أن واشنطن لا تسعى إلى قطع العلاقات مع الرياض.
تكمن خطوة أوبك+ في أنها تقوض خطط الدول الغربية لوضع سقف لأسعار صادرات النفط الروسية رداً على حرب موسكو في أوكرانيا.
ويريد بعض المشرعين من الولايات المتحدة تعليق مبيعات الأسلحة للمملكة، الحليف القديم بالشرق الأوسط.
لم يعلن البيت الأبيض أي جدول زمني لإتمام مراجعة السياسة الخاصة بالمملكة، ولم يقدم بلينكن أي جدول زمني أيضاً. وقال بلينكن إن الإدارة تتشاور مع أعضاء الكونجرس بشأن هذه القضية.