قالت الحكومة السلوفينية، الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن روسيا استخدمت صوراً من سلوفينيا تعود إلى عام 2010، لدعم مزاعمها بشأن تطوير أوكرانيا "قنبلة قذرة"، وذلك في وقت نفت فيه كييف وحلفائها صحة اتهامات موسكو بخصوص القنبلة.
دراغان باربوتوفسكي المستشار في مكتب رئيس الوزراء روبرت غولوب، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن استخدام الصورة من قبل روسيا "تم بسوء نية وبدون علم السلطات السلوفينية".
في وقت سابق من اليوم الأربعاء، نشرت الحكومة السلوفينية سلسلة تغريدات بالإنجليزية، قالت فيها إن "الصورة التي استخدمتها وزارة الخارجية الروسية عبر تويتر (…) مصدرها وكالة النفايات المشعّة السلوفينية".
كانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022 بالإنجليزية أيضاً على موقع تويتر: "وزارة الدفاع الروسية: وفق المعلومات المتوافرة لدينا، صدرت أوامر لمنظمتين أوكرانيتين بتطوير #قنبلة_قذرة".
أرفق النص بصور تظهر خصوصاً محطة للطاقة النووية، وموقعاً لتخزين النفايات المشعة، ومفاعلات بحث علمي، إضافة إلى أكياس بلاستيكية تحتوي على يورانيوم وبلوتونيوم مستخدم، ويظهر تحذير عليه كلمة "مشعّة" بالسلوفينية على الأكياس البلاستيكية.
حكومة سلوفينيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أوضحت أن "إحدى الصور المستخدمة في التغريدة الروسية للإشارة إلى قدرات أوكرانيا لتطوير قنبلة قذرة، تعود إلى عام 2010 وتم استخدامها في مؤتمرات ومنشورات".
أضافت أن "النفايات المشعّة مخزنة بأمان وتحت المراقبة في سلوفينيا ولن تستخدم في صنع قنابل قذرة".
تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن الاتهامات الروسية لا تمتُّ إلى الحقيقة بِصلة، وإن فكرة أن "أوكرانيا قد تتسبب في تسميم أراضيها منافية للعقل بلا شك"، وأشاروا إلى أن موسكو ربما تدعي ذلك لتبرير تصعيدها للحرب، حيث تكبدت قواتها سلسلة هزائم منذ سبتمبر/أيلول.
كذلك وصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، الادعاءات الروسية بأنها "كاذبة تماماً"، وحذّرت موسكو من استخدامها "كذريعة" للتصعيد، في حين حذّر الكرملين الغرب، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، من أن رفض موقف موسكو يعد أمراً خطيراً.
لا ينشأ عن "القنابل القذرة" انفجار ذري يسوى المدن بالأرض، ولكنها مصممة لنشر غبار سام، ويشعر الخبراء الأمنيون بقلق من استخدامها غالباً في صورة سلاح إرهابي بالمدن لترويع المدنيين، أكثر من استخدامها كسلاح تكتيكي بين الأطراف المتناحرة في صراع.
يقول الخبراء إن الأثر الصحي المباشر ربما يكون محدوداً، لأنه سيكون بوسع معظم الموجودين في أي منطقة منكوبة الهروب قبل التعرض لجرعات قاتلة من الإشعاع. ولكن الضرر الاقتصادي قد يكون ضخماً، من جراء ضرورة إخلاء المناطق الحضرية أو حتى هجر مدن بأكملها، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
في شهادة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي خلال فترة حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما، حدد الطبيب هنري كيلي، رئيس اتحاد العلماء حينئذ، الخطوط العريضة للعديد من التصورات الافتراضية، اعتماداً على كمية المواد النووية المستخدمة ونوعها ومدى انتشارها.
قد تتطلب قنبلة تستخدم عنصر السيزيوم المشع من أحد الأجهزة الطبية المفقودة أو المسروقة إخلاء منطقة تشمل العديد من أحياء مدينة وجعلها غير آمنة لعقود.
يقول كيلي إن قطعة من "الكوبالت المشع" من أحد مصانع تشعيع الأغذية، إن انفجرت في قنبلة بنيويورك، قد تلوث منطقةً مساحتها 1000 كيلومتر مربع، وربما تجعل جزيرة مانهاتن غير صالحة للسكن.