حالة من الغضب والحداد تعيشها مدينة نابلس والضفة الغربية، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين أول 2022، واستهدفت جماعة عرين الأسود الموجودة في البلدة القديمة من المدينة، وأسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 22 آخرين.
وأعلنت فصائل العمل الوطني الفلسطيني الحداد العام والإضراب في مدن الضفة، فيما نددت الرئاسة الفلسطينية بالعملية العسكرية، واصفة ما يجري بـ"جريمة حرب".
غضب شعبي في نابلس
عقب العملية، خرج العشرات من الشبان في شوارع مدينة نابلس، مرددين صيحات الغضب والتنديد، كما توجه عدد آخر إلى المستشفى الذي استقبل جثامين الشهداء.
في الوقت ذاته أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، يوم الثلاثاء، يوم غضب وإضراب شامل في المحافظة، داعية الشعب الفلسطيني للمشاركة في تشييع جثامين الشهداء.
من جانبها قالت حركة حماس، على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إن "تضحيات شعبنا لن تزيد الثورة في الضفة إلا اشتعالاً، وسيندم الاحتلال على جرائمه".
وأضاف هنية: "إن عرين الأسود قوة بحجم فلسطين، وستظل موئلاً لكل المقاومين الذين يجسدون وحدة الدم والمصير".
أما حركة الجهاد الإسلامي فقد أكدت أن "جريمة الاحتلال في نابلس تستدعي موقفاً وطنياً موحداً لمواجهة العدوان والرد على جرائمه".
الرئاسة الفلسطينية تدين العملية
أما على المستوى الرسمي في السلطة الفلسطينية؛ فقد نددت الرئاسة بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة نابلس، وقالت في بيان نقله "تلفزيون فلسطين" الرسمي، في وقت متأخر من مساء الإثنين، إن "ما يجري من عدوان إسرائيلي على نابلس هو جريمة حرب".
وأضافت: "ندين بشدة العدوان، ونحمل الحكومة الإسرائيلية تداعياته".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 22 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي لنابلس.
إسرائيل تحتفل بالعملية
لم تخفِ إسرائيل إنجازها الذي حققته في نابلس، فقد بدا ذلك على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الذي علق على العملية فور انتهائها.
لابيد قال: "قتلنا وديع الحوح في تبادل لإطلاق النار الليلة، إن إسرائيل لن تُردع أبداً عن العمل من أجل أمنها، مجموعة من جماعة عرين الأسود هم الذين تسببوا في قتل عيدو باروخ".
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحوح "هو رئيس "عرين الأسود"، ويعتبر الأقدم هناك بحسب مسؤولين أمنيين، وهو موجّه العمليات في منطقة نابلس، بما في ذلك الهجوم الذي قتل فيه الرقيب عيدو باروخ".
بدورها قالت جماعة "عرين الأسود" المسلحة في بيان لها: "يا أيها الشعبُ العظيم، أنتم القوة، وأنتم المُستقبل، وأنتم حياة الأمة، بالجهاد عزنا، وبالقتال عزنا، وبالاستشهاد عزنا، أما الاستسلام فهو طريق الذل والهوان، هو طريق الخزي والعار".
وأضافت: "حان وقت خروج الأسود من عَرينها".
ولليوم الرابع عشر، تعيش مدينة نابلس ومخيماتها تحت حصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي، عقب مقتل أحد جنوده الأسبوع الماضي، من قبل مجموعة "عرين الأسود".
وظهرت "عرين الأسود" علناً في عرضٍ عسكريّ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي في البلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.
وأعلنت في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تنفيذها 5 عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية، أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين.